الكاتب الأسلامي رمضان البيه يكتب .. “وبالوالدين إحساناً”
بقلم الكاتب الأسلامي رمضان البيه
عزيزي القارئ تحدثنا في امقال سابق عن البر في الإسلام بصفة عامة وفي هذا المقال نتحدث عن اخص البر في الإسلام بصفة خاصة وأعظمه وهو بر الوالدين والإحسان إليهما وخاصة أنهما سببي الوجود في الحياة ولذا نجد الأمر الإلهي ب برهما والإحسان إليهما بعد توحيده تعالى..يقول سبحانه ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي إرحمهما كما ربياني صغيرا ) .
وتتعدد وصايا الحق عز وجل بهما في آيات قرآنية كثيرة منها قوله تعالى ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حمتله أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ) .
ولقد أوجب الله تعالى طاعتهما وحسن معاملتهما وإن كانا من أهل الشرك أو على غير الملة .يقول سبحانه ( وإن جاهداك على ان تشرك بما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ) .
ومن الوصايا القرآنية أيصا قوله عز وجل ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرهاوحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ) .
هذا وعندما أخذ الله تعالى الميثاق على بني إسرائيل أمرهم ببر الوالدين والإحسان إليهما بعد عبادته تعالى وتوحيده عز وجل..يقول سبحانه ( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدوا إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربي واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون ) .
هذا وفي آية جامعة لما حرمه الله تعالى على عباده المؤمنين يأتي عقوق الوالدين بعد الشرك بالله تعالى مباشرة حيث يقول سبحانه ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا بالله وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ) . هذا ولكون رضى الوالدين من رضاء الله تعالى جبل الحق سبحانه وتعالى الأنبياء عليهم السلام على بر الوالدين والإحسان إليهما. .فهذا نبي الله سيدنا يحي عليه السلام يقول الحق سبحانه وتعالى ( يا يحي خذ الكتاب بقوة وأتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا وبرا بوالديه وام يكن جبارا شقيا ) .
وهذا سيدنا عيسى عليه السلام يقول عز وجل ( قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ) .هذا وكم أوصى الرسول الكريم ببر الوالدين والإحسان إليهما وكم حذر من عقوقهما . من ذلك قوله لما سئل عن أحق الناس بالصحبة..قال ( أمك). قيل : ثم من. قال ( أمك) .قيل: ثم من. قال ( أمك) قيل تم من قال ( أبوك ) .
وقوله حينما سئل عن أي الأعمال أفضل. قال ( الصلاة في ميقاتها ) قيل ثم ماذا قال ( ثم بر الوالدين ) قيل ثم ماذا. قال (الجهاد في سبيل الله ) .هذا وقد قدم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله خدمة الوالدين والإحسان إليهما على الجهاد في سبيل الله تعالى. ومما روي في ذلك .
جاءه رجل يستأذن في الجهاد طالبا الأجر من الله فقال له أحي والداك؟ قال. نعم .فقال له صلى الله عليه وسلم وعلى آله..أرجع ففيهما فجاهد) .
واتى إليه رجل من اليمن مهاجرا راغبا في الجهاد. فسأله صلى الله عليه وسلم وعلى آله..هل لك أحد باليمن؟ قال. .أبواي..فقال له. هل أذنا لك؟ قال.لا . قال ..أرجع إليهما فأستأذنهما فإن أذنا فجاهد وإلا فبرهما..ومن التحذيرات النبوبية من عقوق الوالدين قوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر وكررها ثلاث. قالوا بلى يارسول الله. قال. الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور ) .
وقوله ( ثلاثة قد حرم الله تعالى عليهم الجنة . مدمن خمر والعاق والديوث الذي يقر في أهله الخبث )..وفي الختام هذا المقال يحمل رسالة هامة للأبناء تحمل البشرى للأبناء البررة والتحذير للعاقين من الأبناء .