سطور جريئة … مساندة د. “رضا حجازى” ضرورة لإصلاح التعليم فى مصر
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
من الظلم الشديد أن نترك د. رضا حجازى وزير التربية والتعليم وحده فى مهمة إصلاح التعليم فى مصر حيث يقع على عاتقه مسئولية 25 مليون تلميذ وطالبة وهناك تحديات تواجهه فى هذا القطاع تئن منها الجبال.
أقول هذا بمناسبة ما أطلقه الوزير من استراتيجية أشرك فيها كل الأطراف المهتمة بالعملية التعليمية بدءا من منظمة اليونسكو ومجلسى النواب والشيوخ وخبراء التعليم وأساتذة التربية ومنظمات المجتمع المدنى وأولياء الأمور والطلاب ليعلن عن بدء تطوير مناهج المرحلة الإعدادية بعد أن تم تطوير مناهج المرحلة الابتدائية ثم تليها مرحلة الثانوى العام وأكد أنه يستكمل ما بدأه الآخرون من قبل، وركز بشكل أساسى على الارتقاء بمستوى المعلم ماديا وأكاديميا لأنه سيكون حجر الزاوية فى أى تحديث، وأن يكون الطالب هو محور تطوير العملية التعليمية، وأنه لابد من العمل على عودة هذا الطالب للمدرسة حتى تقوم بدورها فى التربية والتثقيف والتوجيه وبناء الشخصية ثم التعليم، وترتكز الخطة أيضا على تطوير نظام الامتحانات الحالى وتحسين صورة التعليم الفنى وضرورة أن ترتبط المقررات التى يتم تدريسها بكل مدرسة بالبيئة والمحافظة التى توجد بها هذه المدرسة حتى يتم ربط التعليم الفنى بسوق العمل، ولابد من تقليل كثافة الفصول، وبناء مدارس جديدة لتستوعب الزيادة الإضافية عن الأعداد الطبيعية كل عام فى المرحلة الإبتدائية والتى تصل إلى 800 ألف طفل زيادة كل عام.
ولابد من تحسين أحوال المعلم ماديا وأن نعمل على سد العجز الشديد فى عدد المعلمين على المستوى القومى.
كل هذا جميل.. لكن ماذا سيفعل د. رضا حجازى فى توفير التكلفة المادية التى تتيح له بناء آلاف المدارس الجديدة بمختلف المحافظات؟ وكيف سيعمل على تقليل كثافة الفصول وسد العجز فى المدرسين على المستوى القومى؟ وكيف سيحارب وحده الدروس الخصوصية التى تحولت إلى سرطان فى المجتمع؟ وهل من مسئولياته أن يترك مهنة تطوير التعليم ويتفرغ لمطاردة مراكز ومحترفى الدروس الخصوصية؟
وماذا سيكون رد فعل أولياء الأمور والطلاب عندما يعمل جاهدا على ضرورة عودة الطالب والمدرس للمدرسة مرة أخرى سواء بتكثيف الأنشطة أو بضوابط يتم فيها محاسبة كل طالب أو مدرس يتغيب عن مدرسته ويتفرغ للدروس الخصوصية؟ هل سنساند هذا الرجل؟ أم نستمر فى الهجوم عليه دون أن نقدم أى حلول قابلة للتطبيق؟
يا سادة.. إصلاح التعليم والارتقاء به مسئولية الدولة بكاملها، وليست مسئولية الوزير وحده، والتعليم الحقيقى والمتميز له تكلفة لابد أن يتم توفيرها لكن كيف؟ هذا هو بيت القصيد، ولابد أن نبحث عن آليات توفير هذه التكلفة حتى نساند وزير التربية والتعليم حتى ينجح فى الجزء الأكاديمى الخاص به أما الجانب المادى فهو غير مسئول عنه على الإطلاق، ولابد أن نفكر فى عدة بدائل لتوفيره حتى يتم تطوير التعليم بشكل حقيقى ويعود الطالب والمدرس للمدرسة لكى تقوم بدورها التربوى مرة أخرى بالإضافة إلى دورها التعليمى.
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.
[email protected]