تحقيقات وحوارات

الكاتب الأسلامي رمضان البيه يكتب .. ليس كمثله شيئ

بقلم الكاتب الأسلامي رمضان البيه

عندما نتحدث عن الله عز وجل يجب أن نتحدث من حيثية ” ليس كمثله شيئ” . فالله تعالى لا تحيط به العقول ولاتدركه الأبصار . ولا يشار إليه سبحانه وتعالى بأين وهو خالق كل أين . ولا يشار إليه تعالى بكيف . وهو جل جلاله الذي لا شبيه له ولا ند ولا ضد له ولا كيف له ولا شريك معه . والله تعالى واحد أحد فرد صمد .

صفاته تخالف صفات خلقه .فيقابل ضعف الخلق قوته عز وجل .وعجز الخلق قدرته سبحانه .وجهل الخلق علمه تبارك في علاه .وفناء الخلق بقاءه وموت الخلق حياته سبحانه فهو الحي القيوم الباقي بعد فناء كل شيئ . والله عز وجل من حيثية الذات تعجز العقول وتقصر الفهوم وتخيب الظنون في معرفة كنه هو . إذ أنه لا يعرف الله إلا الله . آياته ظاهرة جلية ناطقة بلسان العظمة والقدرة والإبداع والتفرد والوحدانية والإحاطة والقيمومية .آيات تنطق بتوحيده وتفرده وتشهد له تعالى بالقدرة المطلقة التي لا يعجزها شيئ والهيمنة وقيموميته عز وجل .

وصدق القائل ” وله في كل شيئ آيه دلت على أنه الواحد ” . له جل جلاله الأسماء الحسنى والصفات العليا منها صفات الجمال وصفات الجلال وصفات الكمال وصفات الرحمة وكلها صفات مطلقة تليق بعظمة ذاته جل جلاله . إليه تعالى تنسب حضرة الربوبية فهو سبحانه رب العالمين القائم على أمرهم والمدبر لشئونهم .أوجد الوجود من العدم بقدرته ورفع السموات بغير عمد وبسط الأرض على ماء جمد واعقب الليل بالنهار وجعل لك شيئ قدرا ومقدار . خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى وجعله غثاءا أحوى . عليم بخلقه من قبل أن يخلقهم خبير بسرائرهم .يعلم ما كان من قبل أن يكن . ويعلم ما هو كائن وما سيكون . احاط بكل شيئ علما . عزيز لا يرام متنزه عن العلل .لا تفعه طاعة ولا تضره معصية . قائم بذاته والكون كله قائم بإمدادات قيموميته . فعال لما يريد وامره بين الكاف والنون إذا أراد شيئ ان يقول له كن فيكون . تسمى بالرحمن فهو رحمان بجميع خلقه وهو تعالى القائل ” ورحمتي وسعت كل شيئ ” .

وتسمى بالرحيم مشيرا إلى رحمته الخاصة بعباده المؤمنين . لا معقب على حكمه ولا رادا لقضاءه . لا يطاع بإكراه . ولا يعصى بغلبة . فعال لما يريد ولا يقع في ملكه إلا ما أراد . جعل لنا الإختيار في الأمر وجعل الثواب والعقاب والجنة والنار . مراده تعالى فوق أمره ” والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ” . وهو الحي الديوم الدائم الباقي الوارث الذي لا يفني .

” كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ..” كل شيئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ” .كتب الفناء على كل شيئ وتفرد بالربوبية والبقاء . وهو القاهر فوق عباده . وهو النافع الضار .وهو الملك القدوس .تقدست أسماءه وتنزهت صفاته وتعالت ذاته عن المعرفة والإحاطة والكيف والإدراك . وهو تعالى الجامع لصفات التنزيه المطلقة لكونه ” ليس كمثله شيئ ” .

ولصفات التشبيه لقوله ” وهو السميع البصير ” .له ما شاء في عباده وخلقه .يصطفي ويجتبي من يشاء ويهدي إليه من ينيب ” ألا له الخلق والأمر ” . وربك يخلق مايشاء ويختار ” . مراده منا الحب وأن نقيم شريعته ونهتدي بهدي رسوله ونبيه صلى الله على حضرته وعلى آله وصحبه وسلم حتى نحقق الضرورات الخمس لسلامة الحياة وسعادة البشر وحتى تستقيم بنا الحياة . وهي ” حفظ الدين . وحفظ العقل .وحفظ النفس . وحفظ المال . وحفظ النسل ” .

وحتى نحقق الدور المنوط بنا في إستخلافنا في الأرض والذي يتمثل في ثلاث وهي ” عمارة الأرض وإثراء الحياة عليها . نعمر ولا نخرب .نبي ولا نهدم نصلح ولا نفسد .. ثم نشر الرحمة الإلهية بين الخلق . ثم إقامة العدل الإلهي في الأرض ” .وقد كان من رحمته عز وجل وعظيم فضله أن فتح لنا باب المدد والعون الإلهي والإستعانة به عز وجل وطلب الهداية منه حيث امرنا في فاتحة الكتاب ان نقول ” إياك نعبد وإياك نستعين .إهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى