سطور جريئة … فشل التعليم الإلكتروني وواقعة حقوق الإسكندرية
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
الأستاذ/ رفعت فياض:
منذ بداية تشجيع قيادات التعليم (ماقبل الجامعى- الجامعى) على الاعتماد على الأساليب الموضوعية فى التقييم MCQ خاصة عقب أزمة كورونا ونحن نحذر بدورنا من الإفراط فى استخدام هذا الأسلوب التقييمي، نظرا للآثار السلبية المترتبة عليه، وأفضنا كثيرا فى ذكر العديد من تلك السلبيات، والتى يأتى فى مقدمتها افتقاد خريجينا مستقبلا للقدرة على التعبير والصياغة والكتابة والتأليف والإبداع…الخ واتهمنا بعض الأرزقية من المستشارين أنصار هذا الاتجاه التطرفى بأننا جاهلون وليس لدينا حس تطورى تقدمي، وهاهى الأيام والسنون تمر ، لكى نجد أنفسنا امام مظاهرات طلابية من الراسبين، تحاصر مكاتب السادة عمداء بعض الكليات كما حدث الأسبوع الماضى بكلية حقوق الإسكندرية حيث يبررون رسوبهم نتيجة اعتيادهم وتعودهم على مثل هذا الأسلوب التقييمى فى الامتحانات، ومن ثم فإن انتقال الكليات للأساليب التقييمية المفتوحة التعبيرية لهم (المقالية) يُعد فى اعتقادهم السبب الرئيسى فى تدنى مستوياتهم التحصيلية.
وقد وصل الأمر أن قام أصحاب مراكز الدروس الخصوصية بدفع مئات من هؤلاء الطلاب بالتظاهر والتجمع أمام مكتب عميد الكلية والتلفظ بألفاظ تؤكد أن من قام بها لم يحظ بالقدر الكافى من التربية ضد من علموهم بلا مقابل فى هذه الكلية ـ واندس بعض الجهلاء بين هؤلاء الطلاب لمحاولة إرهاب الجامعة والكلية بضرورة تغيير النتيجة ـ وهذا لن يحدث مهما كانت الأسباب ـ سواء فى جامعة الإسكندرية أو غيرها ولنتذكر ماحدث منذ أيام عندما تم إعلان نتيجة طلاب طب الأسنان بجامعة جنوب الوادى بقنا والتى كانت 21% لأول مرة فى تاريخ الكلية وكذلك نتيجة الطب البشرى بنفس الجامعة وكانت 28% والسبب فى ذلك أن هؤلاء الراسبين كانوا من مراكز الغش الجماعى المشهورة بمحافظة سوهاج فى امتحانات الثانوية العام الماضى، ولمن يعترض أى طالب من الراسبين على هذه النتيجة مع إعلان الجامعة استعدادها لقبول أى تظلم ـ لأن هؤلاء الطلاب يعرفون أنفسهم وأنهم غير مؤهلين لدراسة الطب أو طب الأسنان.
ويبقى السؤال عندما نعود إلى ماحدث فى حقوق الإسكندرية ـ هل وصل الحال بطلابنا إلى مرحلة إدمانهم للأسئلة الموضوعية؟.
هل ساهم مسئولونا التربويون فى إرساء مثل هذا الاعتقاد لدى طلابنا إلى حد أن أصبح الخروج عليها بالأسئلة المقالية يمثل التهديد لهم؟.
هل وصل بنا الحال إلى اعتقاد طلابنا بأن الأسئلة الموضوعية هى المريحة والمناسبة والملائمة لهم بعكس المقالية ،عندما يتظاهر الطلاب بسبب الأسئلة المقالية ويعتبرونها سببا فى رسوبهم؟.
هل يشعر مسؤلونا الآن بالفرح والسعادة لمثل هذا الاتجاه السلبى الذى ترسب فى نفوس طلابنا وطالباتنا؟.
◄ فتحي الشرقاوي نائب رئيس جامعة عين شمس الأسبق
[email protected]