سطور جريئة … فشل التعليم الإلكترونى ( 3)
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
مرة ثانية يسعدنى أن أتيح الفرصة للعديد من الخبراء والمتخصصين من كبار أساتذة الجامعات فى مصر لنشر آرائهم فى قضية التعليم الإلكترونى تعليقا على مقالى السابق بعنوان « فشل التعليم الإلكترونى» خاصة بعدما قررت السويد العودة إلى النظام الورقى سواء فى الامتحانات أو الكتاب المطبوع بعد فشل هذا الشكل من التعليم فى تكوين شخصية الطلاب وأدى إلى ضعف مستواهم بشكل كبير جدا طوال السنوات الماضية مما أنذر بالخطر على السويد كلها كما أقرت الحكومة السويدية بذلك.
د. عاطف العوام نائب رئيس جامعة عين شمس الأسبق لشئون التعليم والطلاب :
نعم.. الاعتماد على الوسائل الإلكترونية وحدها فى التعليم وعلى رأسها نظام «البابل شيت» لتقييم الطلاب من الممكن أن يؤدى إلى آثار سلبية مدمرة على جودة التعليم وعلى مستوى الخريج، فكيف يمكن تخريج رجل قانون لم يتعلم كتابة المذكرات وتحليل القوانين، أو محاسب لم يمتحن فى تحليل وعرض البيانات وإعداد القوائم والتقارير وهكذا فى باقى المهن والتخصصات، وها هى السويد تبدأ طريق التراجع والعودة إلى النظام الورقى لامتحان الطلاب وترصد لذلك مئات الملايين من الأموال اللازمة كما أوردت وكالات الأنباء، وهناك جامعات عالمية كثيرة تعتمد على النظام الورقى للامتحان منها على سبيل المثال الجامعة الأمريكيةً بالقاهرة وغيرها، وليتنا ننتبه لذلك مبكرا فى المدارس والجامعات ونتراجع عن هذه النظم التى لا تصلح وحدها لتقييم الطلاب والمهارات التى اكتسبوها من العملية التعليمية، وبالتأكيد يمكن الاستعانة ببعض الأساليب الالكترونية فى مراحل معينة أو اختبارات نوعية خاصة دون أن تكون هى النظام الأساسى للتقييم.
د. طاهر محمد الهادى كلية التربية جامعة قناة السويس:
لقد أكدنا من البداية فشل الامتحانات الإلكترونية والتى تعتمد على الاختيار من متعدد، وغيرها من أشكال الامتحانات الموضوعية فور تطبيقها. وعبرنا عن رأينا هذه فى جلسات مجلس القسم وفى المنتديات العلمية ومعظم المؤتمرات التى شاركنا فيها، وتم اتهامنا ساعتها بأننا ضد التطوير ممن لا يفهم التطوير، واعتقدوا خطأ أن كل ما يُفرض على النظام التعليمى من آراء غير مدروسة هى عين الصواب، ولقد شاهدنا مخازى وفضائح علمية فى اختبارات مهارات اللغات الأجنبية واللغة الأم على حد سواء، ناهيك عن اختبار علم اللغة التطبيقى والقواعد والنقد وتحليل الخطاب وغيرها من اختبارات أقسام الرياضيات والفيزياء والكيمياء وما شابه، حتى أن الطلاب كانوا لا يعيرون حضور المحاضرات اهتماما، بل يتوقف نشاطهم خلال أيام الدراسة على التفنن فى التواصل مع زملائهم فى أساليب الغش…
أما مهارات الفهم فغائبة تماما، وأنا أحمل كليات التربية على مستوى الجمهورية مسئولية تطبيق الامتحانات الإلكترونية بشكلها الرديء الذى حرم الطلاب من مهارات التفكير والتحليل والنقد والإبداع، وأظهر سوءات عديدة لا تقل عن سابقتها وهى العجز عن التعبير شفاهة وكتابة وإبداء رأى أو مناقشة وجهة نظر، وكان على قطاع العلوم التربوى أن يعقد اجتماعات مطولة ومستفيضة أو مؤتمرات لكليات التربية لمناقشة الموضوع بموضوعية ومكاشفة وشفافية من أجل الوطن وليس من أجل أشخاص زائلين، وإذا كنا نعبر عن رأينا فى منتدى فياض «هنا الجامعة»، فكان من الواجب علينا جميعا أن نعبر عنه أيضا فى كلياتنا وجامعاتنا وتناقش الأمر ونأخذ فيه قرارا يليق بمكانة مصر فى التعليم، لكننا انتظرنا حتى أكد خبراء التعليم وبعض من أهل الرأى فى أماكن مختلفة من دول العالم على فشل الامتحانات الإلكترونية، فقمنا وهللنا لهم. وما كانوا لنا بسابقين.
ومازال النقاش مستمرا فى هذه القضية.
[email protected]