الداعية رمضان البيه يكتب .. الحج والمتع الروحية
بقلم الكاتب الأسلامي رمضان البيه
تتعالى أصوات حجاج بيت الله تعالى بالتلبية لنداء الله عز وجل لحج بيته الحرام وآداء مناسك الحج ..لبيك اللهم لبيك. لبيك ” طاعة وحبا وإستجابة “. لبيك لا شريك لك لبيك ” إقرارا وشهادة لله تعالى بالوحدانية ” . إن الحمد والنعمة لك والملك ” إقرارا بفضل الله تعالى وتأكيدا على ما بهم وبنا من نعمة فمن الله تعالى ” . لاشريك لك. تأكيدا على وحدانيته عز وجل ولا إله غيره ولا رب سواه . إنها تلبية الاستجابة لدعوة الله عز وجل على لسان خليله إبراهيم عليه وعلى آله الصلاة والسلام بحج بيت الله الحرام والتمتع بالطواف والسعي والصلاة في ساحته المباركة والأهم من ذلك كله نزولك ضيفا على الله تعالى في بيته وحرمه الآمن المحرم.
ثم زيارة سيد الأنام حبيب الرحمن عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم السلام وزيارة البقيع العامرة بأطهر المراقد والأجساد، وفي المقدمة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء حبيبة أبيها وشبيهته خلقا وخلقا وزوج فتى الفتيان هارون رسول الله وباب مدينة علمه سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. وأم الحسنين سيدي شباب أهل الجنة وريحانتي رسول الله وسبطيه عليهما السلام، وأم صاحبة الشورى والرئيسة المشيرة كريمة الدارين السيدة زينب عليها السلام.
هذا بالإضافة إلى وجود مراقد الكثيرين من أهل بيت النبوة سلالة خير الأنام أطهر الخلق وأكرمهم على الله جل ثناؤه. وكذلك مراقد كثير من السادة الصحابة الكرام والتابعين الأعلام والسادة العلماء والصالحين ضف إلى هذه المتع الروحية زيارة شهداء أحد وفي مقدمتهم أسد الله ورسوله عم النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه الإمام الحمزة وسيدنا مصعب بن عمير وسيدنا عبد الله بن جحش رضي الله عنهم جميعا.
هذا ولا شك أن هذه الزيارات المباركة والتنفس في رحاب الأولياء والصالحين تسمو بالروح وتخرج الإنسان من عالم المادة البغيض والمليء بالتناحر والأطماع والصراعات.. هذا وعندما تسمو الروح وترتقي وتجدها في عالمها عالم الروح عالم والتجرد والإطلاق.
التجرد من العالم المادي بكل مافيه من متع وزينة ولهو كلها فانية وإلى زوال. وعندما تحظى الروح بمدادها وقوتها وكل ما تصبو إليه. أعتقد أنها الحياة الحقة الخالية من عبادة النفس واتباع شهواتها. إنها الحياة بمعناها الحقيقي الخالية من صراعات الدنيا الزائلة والخالية من الهموم والأحزان والأنفس الظلمانية.
عزيزي القارئ دعني أصحبك معي في هذه الرحلة المباركة ولنبدأها من أطهر بقاع الأرض وأحبها إلى الله تعالى من أرض طيبة الطيبة المدينة المنورة المحفوظة بحفظ الله وعنايته وفي رحاب نبي الرحمة ورسول الإنسانية صاحب الخلق العظيم المتأدب بالآداب الربانية والمتخلق بالأخلاق القرآنية القائل أدبني ربي فأحسن تأديبي. والقائل.. لا يعرف قدري إلا ربي.
إمام الأنبياء وصفوة المرسلين وخير خلق الله تعالى أجمعين المبعوث رحمة للعالمين الموصوف بالنور في محكم التنزيل. رحمة الله تعالى المهداة ونعمته المسداة الهادي البشير السراج المنير الشاهد البشير النذير الداعي إلى الله السراج المنير المنعوت في القرآن بالرؤوف الرحيم سيد السادات كريم الآباء والأمهات.
صاحب الطلعة البهية والبهجة السنية والرتبة العلية من اندرج النبيون تحت لوائه، فهم منه وإليه نور الله في آدم ونفخته تعالى، النور الذاتي والسر الساري في سائر الأسماء والصفات صاحب الكرامة والحوض والشفاعة الحبيب الأعظم والخليل الأكرم عين أعيان خلق الله سيد أهل الكرم والجود والعطاء وسيد أهل الطهر والعفة والحياء المكنى بأبي القاسم، وأبي الزهراء البتول وجد الحسنين سيدي شباب أهل الجنة وشقيقتهما كريمة الدارين صاحبة الشورى ورئيسة الديوان سيدتنا السيدة زينب.
صاحب الحوض والروض ناصر الدين ومأوى المساكين من حن إليه جذع النخيل وشكا له الضب والبعير.. من رحاب سيدي وحبيبي وقرة عيني ومهجة الفؤاد وسر وجودي وحقيقته سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله على حضرته وآله أفضل الصلاة وأتم السلام.. نستكمل الرحلة المباركة فی المقالات القادمة