سطور جريئة …فشل التعليم الإلكترونى
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
تصريح مفاجئ وصادم لمن راهن على قـدرة التقنية فى القضاء على الـورق وكتب التعليم التقليدية أطلقته كل من وزيرة التربية السويدية لوتا إيدهولم، ووزيرة الثقافة باريسا ليليستراند والتى أعلنتا فيه خطة العودة إلى استعمال الورق والكتب الورقية بدلاَ من الشاشات الرقمية وبررتا هذا القرار بأن مستوى الــطــلاب فــى الـسـويـد أصـبـح بالفعل ضعيفا فـى مـهـارات الـقـراءة والكتابة بسبب الأعتماد على أجهزة اللاب توب والأجهزة اللوحية كأداة تعليمية أساسية بدلاً من الكتب والدفاتر الورقية، وقد ثـبـت بـالـفـعـل ضـعـف مــهــارات الـقـراءة والـكـتـابـة لـلـطـلاب فـى الـسـويـد، حيث أظهرت الأرقام تراجع مهارات الطلاب الـسـويـديـن فـى الــقــراءة وكـشـفـت عن خـطـورة ذلــك عـلـى مستقبل الـطلاب أنــفــســهــم وعــلــى مـسـتـقـبـل الــســويــد كدولة وأكدت الوزيرتان بحسب » املركز السويدى للمعلومات« أهمية القراءة والكتابة كأساس فى النظام التعليمى وفــى المـعـرفـة، وأشــارتــا إلــى أن هـنـاك سياسة حكومية جديدة لمواجهة هذه الأزمة من خلال العودة للكتب الورقية واستخدام الطلاب فى المدارس للدفاتر الورقية والأقلام، وكشفت وزير التربية تـخـصـيـص الحكـومـة الـسـويـديـة 685 مليون كرون فى ميزانيتها لتأمين كتب تعليمية للطلاب ووضـع حد لسياسة الـتـحـول الـرقـمـى فـى مــدارس السويد واعتبرت أن الوسيلة الأفضل للتعليم هى عبر استعمال الكتب والورق والطرق التقليدية .
لذا أرجو من كل القائمين على العملية التعليمية فى مصر سواء بوزارة التربية والتعليم أو التعليم العالى أن يكون لـديـنـا الجــرأة فـى مناقشة هـذا الأمـر ودراسة نتائجه على الطالب فى مصر فى كل مراحل التعليم، وأن يكون لدينا الشجاعة فى اتخاذ القرار المناسب فى هـذه الشأن مثلما فعلت السويد، لأن المـوضــوع جـد خـطـيـر، كـمـا أن طبيعة الأجيال الحالية لا تهتم بالتعلم من خـلال أجـهـزة الاب تـوب والكمبيوتر وغيرها من الأجهزة الإلكترونية والتى تستغلها فقط فـى التسلية ومضيعة الــوقــت وعــنــدمــا يــتــم رفـــع أى كـتـب إلكترونية على منصات مدرسة أو كلية يقوم الطلاب بطباعتها ورقياَ مرة أخرى لأنهم لم يتعودوا على استخدام أجهزة الحـاسـب فـى الأسـتـذكـار أو المـراجـعـة، وأصــبــح لـديـنـا جـيـل غـيـر قــارئ وغـيـر مطلع، وهذا هو الخطر بعينه .
لذا أرجو أن يقتنع الجميع مبا قررته السويد بعد أن أصبح الـواقـع مـرا فى مصر ولا يحتاج لدراسات واجتماعات ومــؤتمـرات والـتـى مـن خـلالهـا تتميع الأمور، وأن نفكر فى العودة إلى الكتب المدرسـيـة والجـامـعـيـة لأنـهـا الـوسـيـلـة الأفــضــل لـلـتـعـلـيـم وكــذلــك الحـضـور وجـهـا لـوجـه بـيـن الـطـالـب والأســتــاذ، ولــيــس الــتــوســع فــى مــجــال الـتـعـلـيـم عـن بعد الــذى بسببه أصـبـت بصدمة بعدما قـررت الـدولـة بشكل استثنائى هذا العام مساعدة أبنائها فى السودان وروسـيـا وأوكـرانـيـا للتحويل للكليات المناظرة بالجامعات المصرية متجاوزة عن شرط المجموع فى الثانوية العامة نظرا لوجودهم فى مناطق خطرة، إلا أنـنـى فـوجـئـت بـعـشـرات الحـــالات من الـطلاب التى تحترف عملية النصب فـى مثل هـذه الأمـور تدعى أنها كانت ملتحقة بكليات طب فى السودان وأنها كانت تدريس بنظام ” أون لاين ” وكانت على وشك السفر بعد ذلك للسودان وأن الحرب هى التى منعتها، وأنا لا أعرف كـيـف يـتـم تـدريـس الـطـب ” أون لايـن” فى أى مكان فى العالم ؟ لذا لابد أن نضع حدا للتحول الرقمى فى مدارس وجامعات مصر لا نتجاهله ولكن نطبقه تعليميا فى أضيق الحدود ونتوسع فى اسـتـخـدامـه بـعـد الـتـخـرج خـاصـة وأن أول رسالة للإسلام كانت هى القراءة والكتابة وجـاء بالقرآن الـكـريم ” اقـرأ بـاسـم ربــك الــذى خـلـق خـلـق الإنـسـان مـن علق اقـرأ وربـك الأكــرم الـذى علم بالقلم” .
اللهم بلغت اللهم فإشهد.