في أنوار الأسماء والصفات
بقلم الكاتب الأسلامي رمضان البيه
حضرة الربوبية حضرة جامعة للأسماء الحسنى والصفات العليا والله تعالى تقدست أسماءه وتنزهت صفاته وتعالت ذاته عن المعرفة والإحاطة والإدراك إذ أنه تبارك في علاه ” ليس كمثله شيئ ” .ولله تعالى صفات جمال وصفات كمال وصفات جلال ممزوجة كلها بصفة الرحمة الإلهية فهي الصفة التي لا تفارق أي صفة من صفاته عز وجل. ومعلوم ان صفاته جل جلاله لا حصر لها كما أن أسماءه عز وجل لا حصر لها . منها ما أنزله في كتابه الكريم وقرآنه العظيم . ومنها ما خص به أنبياءه وأولياءه وعباده الصالحين . ومنها ما إستأثر به في علم غيبه .يعلمها رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم والدليل على ذلك إشارة الرسول الكريم إليها ومن المنطق أنه لا إشارة لمجهول وإنما الأشارة تكن لمعلوم وقد اشار صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في دعاءه بقوله ” اللهم إني أسألك بكل إسم هو لك . أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك ” . هذا وقد ذكر أهل العلم عشرون صفة لله تعالى وهي ” الوجود و القدم والبقاء ومخالفته تعالى للحوادث . وقيامه تعالى بذاته . والوحدانية والقدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام وكونه تعالى قادرا ومريدا وعالما وحيا وبصيرا ومتكلما ” وهذه الصفات يجب العلم والأيمان والتصديق بها .هذا وللمزيد من التعرف على صفاته عز وجل سوف انشر عدة مقالات حتى يكن المسلم عارفا بربه تعالى .ولنبدا بصفة ” الوجود ” وهي صفة تشير إلى وجود الله تعالى القديم الدائم بذاته وليس بواجد ووجوده عز وجل يختلف عن وجود من سواه .فهو تعالى كما ذكرت موجود بذاته وهو وجود أزلي حيث لا زمان ولا مكان . كان الله ولا شيئ معه فهو تعالى الأول بلا إبتداء والآخر بلا إنتهاء . ومن صفاته عز وجل ” القدم ” .وصفة القدم المنسوبة إليه تعالى تشير إلى أولويته عز وجل وهي صفة لا تعلق لها بالقدم الذي نعلمه والذي ماهيته الزمان فالزمان خلق لله وكما ذكرنا كان الله ولا شيئ معه حيث لا زمان ولا مكان ولا كائن ما كان وقدمه يشير إلى أولويته الغير مسبوقة . ومن صفات الله عز وجل ” مخالفته للحوداث ” ‘
أي للخلق ‘ بمعنى أن صفاته تعالى تخالف صفات خلقه .فله القدم ولخلقه الحدث . وله البقاء ولخلقه الفناء . وله القدرة ولخلقه العجز . وله القوة ولخلقه الضعف .وله العلم ولخلقه الجهل . وله الغنى والإستغناء ولخلقة الفقر والإفتقار والعوز . وله الإحاطة والهيمنة ولخلقة الحد . وله الحياة والخلد ولخلقه الموت والفناء . ومن صفاته جل جلاله ” قيامه بذاته ” ‘ أي ‘ انه تبارك في علاه موجود بذاته فعال بذاته . غني بذاته مستغني بذاته عمن سواه وان جميع المخلوقات قائمة به عز وجل وهو تعالى الفعال في كل شيئ فلا حركة ولا سكنة في الكون إلا بعلمه وبقدرته . وهو تعالى الذي لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية ولا ينتقص من خزائن فضله مثقال ذرية مع عظيم عطاءه . ومن صفاته جل جلاله ” الوحدانية ” ‘ أي ‘ أنه تعالى واحد أحد فرد صمد . لا ند له ولا شبيه له ولا ضد له ولا شريك معه وانه تعالى تفرد بالخلق والوجود وهو الخالق والواجد لجميع الكائنات وهو القائم على أمر عباده وخلقه والمدبر لشؤونهم . وهو صاحب الأمر وحده فله الملك وله الأمر سبحانه وتعالى .وهو تبارك في علاه الذي لا نظير له سبحانه وأنه جل جلاله قائم بذاته .والخلق قائمة بأسبابه وقدرته . سبحانه وتعالى لا تحيط به العقول ولا تدركه الأبصار .سميع بذاته والخلق تسمع بأدوات هو تعالى صانعها .بصير بذاته والخلق تبصر بأدوات هو خالقها .سبحانه .سبحانه .سبحانه ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير ..” نستكمل بمشيئة الله تعالى في المقالات التالية “