سطور جريئة … نعم للمجلس الأعلى للتعليم والتدريب
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
نعم هناك بارقة أمل فى النهوض بالتعليم بكل أشكاله وبالصورة التى سيرضى عنها المجتمع ونرضى عنها جميعا إذا بدأ المجلس الأعلى للتعليم والتدريب المطروح مشروع قانونه الآن والذى بدأ منتدى الحوار الوطنى فى مناقشته مؤخرا تمهيدا لإحالته لمجلس النواب للتصديق عليه بعد أن يتم الاستقرار النهائى على كل مواده التى تتضمن تشكيله وكيفية أدائه لعمله والتمويل اللازم له.
نعم أنا متفائل لأن هذا المجلس سيكون أمامه قاعدة البيانات الأساسية الخاصة بواقع كل جامعات ومدارس مصر، وواقع المشروعات التنموية الحالية والمستقبلية التى سيتم إنشاؤها فى كل المحافظات ونوعية الوظائف التى ستحتاجها كل هذه المشروعات وتخصصاتها ومدى حاجة كل محافظة من تخصصات مختلفة سواء من خريجى مدارس التعليم الفنى أو الجامعات بكل أنواعها حكومية أو خاصة أو أهلية أو دولية أو مايتبع جامعة الأزهر بكل كلياتها على مستوى الجمهورية خاصة أن هذا المجلس يضم ما يقرب من 12 وزيرا من المعنيين بشأن التعليم سواء كمخرجات أو احتياجات وظيفية أو تمويل بالإضافة إلى الخبراء المعنيين الذين سيكون لديهم الرؤية والتحليل الدقيق لما هو مطلوب أن نفعله لكى نرتقى بواقع تعليمنا لأننا نعلم أنه لا يوجد دراسة شاملة منذ أيام الفراعنة وحتى الآن تحدد لنا بدقة احتياجات سوق العمل فى مصر فى مختلف التخصصات ومازال القبول بمدارس التعليم الفنى والجامعات يتم عشوائيا ويكون التركيز فقط على كيفية استيعاب الناجحين فى الشهادة الإعدادية بالتعليم الفنى والناجحين فى الثانوية العامة فى الجامعات أى أن أعداد الناجحين فقط هى التى تحركنا فى توزيعهم على مختلف المدارس الفنية والجامعات.
نعم سيكون لدينا قاعدة بيانات بكل التخصصات الموجودة بالجامعات والمعاهد بكل أنواعها وبمدارس التعليم الفنى وكذا الجامعات التكنولوجية التى تحتاج لخريجى هذه المدارس الفنية للارتقاء بمستواهم الأكاديمى فى نفس تخصصاتهم التطبيقية لتعظيم الاستفادة من مخرجات التعليم الفنى والارتقاء به وإلغاء النظرة الدونية التى لدى البعض تجاه خريجى هذا النوع من التعليم مع أنه هو أساس النهوض بالمجتمع أى مجتمع وقد تم على أكتاف خريجيه بناء ألمانيا بعد تدميرها فى الحرب العالمية الثانية وأصبحت حاليا أول دولة فى العالم فى مجال التعليم الفنى.
نعم أنا متفائل خاصة أن رؤية هذا المجلس وما سوف ينتهى إليه من قرارات فى حضور ممثلى الحكومة من الوزراء المعنيين ومن الخبراء والمتخصصين ستلتزم بتنفيذه جميع المجالس العليا الموجودة المعنية بالشأن التعليمى مثل المجلس الأعلى للجامعات ومجلس الجامعات الخاصة ومجلس الجامعات الأهلية ومجلس شئون المعاهد ومجلس التعليم قبل الجامعي والمجلس الأعلى للأزهر كذلك لأنهم جميعا ممثلون فى هذا المجلس ومشاركون فى مناقشة أى قرارات تصدر منه بهدف تطوير النظام التعليمى عندنا.
نعم أنا متفائل لما سيقوم به هذا المجلس من إعداد تقرير دورى شامل عن تطور منظومة التعليم والتدريب فى مصر بكافة أنواعه وجميع مراحله كل عامين بالتعاون مع الجهات المختصة بضمان الجودة والاعتماد يقدم لمجلس الوزراء ومجلس النواب، وسيكون على رأسه رئيس مجلس الوزراء، وسيتبع رئيس الجمهورية مباشرة، وسيعرض تقريرا بنتائج أعماله وتوصياته كل ثلاثة أشهر على رئيس الجمهورية، وما أدراكم بمتابعة رئيس الجمهورية التى ستكون العلامة الفارقة فى نجاح دور هذا المجلس فى النهوض بالتعليم فى مصر.
[email protected]