سطور جريئة … غياب دور المدرسة فى التنشئة
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
شرفت بالمشاركة متحدثا فى منتدى الحوار الوطنى أول أمس بدعوة كريمة من المنسق العام للحوار د. ضياء رشوان فى جلسة أدارها باقتدار د. أحمد زايد مدير مكتب الإسكندرية وكانت قضية التعليم وتأثيرها على ضعف الثقافة والهوية الوطنية محور الاهتمام الأكبر فى هذه الجلسة من معظم المتحدثين والتى أوضحت فيها للجميع أن العطب الذى أصاب الشخصية المصرية طوال السنوات الماضية وأفرز أجيالا قد لا يشعر الكثيرون منهم بالانتماء لهذا البلد هو غياب الدور التربوى للمدرس والمدرسة فى التربية والتنشئة والتوجيه والإرشاد وبناء الشخصية قبل التعليم، حيث إن الوزارة المعنية بذلك مسماها «وزارة التربية ـ ثم التعليم» لكن عندما يهجر الطالب والمدرس هذه المدرسة من أجل الدروس الخصوصية التى تدرب الطالب على كيفية تحصيل درجات فقط وغاب فيها الجانب التربوى تماما وتحولت معظم مدارسها خاصة فى المرحلة الثانوية إلى مبان خاوية على عروشها، وهذا ما جعلنا نشاهد بعد أحداث ثورة 25 يناير 2011 جيلا من الأطفال والشباب يخرج للشارع ليحرق ويدمر ويشوه ويعتدى على الملكية العامة والخاصة دون أى شعور بالانتماء لهذا الوطن الذى يخرب فيه أو بخطأ ما يفعله.
حدث هذا فى غياب دور الأسرة فى التنشئة بعد أن اهتمت بأعمالها فقط، ومع ضعف دور الجامع والكنيسة فى التوجيه والإرشاد مع عدم اهتمام الشباب فى هذه المرحلة بمعرفة الحلال والحرام والقيم والمثل والمبادئ الحاكمة لحركة الإنسان فى هذه الحياة وانغماس الكثيرين منهم فى الارتباط بوسائل التواصل الاجتماعى بحلوها ومرها والتأثر بأصدقاء السوء وعدم الاهتمام بالمستقبل أو الإعداد له.
لذا أكدت أمام جميع الحضور أنه لا أمل فى الإصلاح الجذرى للشخصية المصرية وبنائها بشكل صحيح إلا بعودة الدور التربوى للمدرسة التى تستوعب ما يقرب من 25 مليون تلميذ وطالب حاليا فى مختلف المراحل ـ دورها فى التربية والتنشئة والتوجيه والإرشاد وبناء الشخصية ثم التعليم وهذا لن يتم إلا بعودة الطالب والمدرس إلى المدرسة بكل الطرق والوسائل التى يجب سنها لتحقيق ذلك بقوانين وقواعد حاكمة وعناصر جذب تساعد على عودتهم للمدرسة مرة أخرى، وفى نفس الوقت لابد أن تكون هناك دورات تثقيفية مستمرة للمعلمين أنفسهم لإطلاعهم على كل ما يجب أن نوضحه للطلاب فى المدارس سواء فى المجالات الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية حتى يكونوا على اطلاع بما يحدث فى بلدهم وملمين بكل ما يحدث فيه من تطوير وإنجازات حتى يطمئنوا على غدهم ومستقبلهم أيضا، ويطمئنوا أن بلدهم يسير على الطريق الصحيح ـ وبذلك ننمى لديهم الشعور بالانتماء لهذا الوطن بعد أن ضعف إيمانهم بأهميتهم وأهمية العمل من أجله.
[email protected]