سوشيال ميديا

واسيني الأعرج: كنت أغادر الجزائر مجبرًا وكانت تظل بداخلي

قال الكاتب الجزائري الكبير واسيني الأعرج، أن الاحتكاك بالثقافة والفكر الغربي أفاده كثيرًا، لافتا إلى أن الترحال مهم جدا، وعبر تجربته الشخصية، كان المكان جزءًا منه.

جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة اليوم أونلاين عبر تطبيق زووم بعنوان «الحوار الثقافي»، والتي حاورت فيها هالة البدري واسيني الأعرج.

 

 

وأضاف الأعرج: «المكان عندما تتحرك فيه يصبح جزء منك عبر الزمان، فعندما خرجت من الجزائر متجها إلى باريس، واستقريت هناك، وكنت مدعوم من هيئة ثقافية عالمية في هولندا بدأت التفكير في رواية شرفات بحر الشمال، وبعدها ذهبت إلى أمريكا، وعندما قرأت النص، شعرت أنه نص المنفى، واكتشفت أن المنفى فينا وليس خارجا، فالمدينة لابد أن تكون نوع من الحضور».

وتابع: «أتذكر أني سرت أحفظ نقرات والدي عندما يأتي من المدرسة، بسبب الصمت والهدوء الذي كان في البلاد هناك، وعندما كنت أدعوا هناك لندوة ويعرفوني بأني الكاتب المنفى من الجزائر، كنت أصحح ذلك، وأقول أن الوطن فينا».

وأكمل: «عندما خرجت من القرية الصغيرة في سن العاشرة، ودخلت في النظام الداخلي، ولم تعد لي تلك الحرية التي كنت فيها، لكن تعلمت الكثير، واللغات المختلفة، هناك، واهتمت باللغة العربية، بناءً على وصية والدي الذي استشهد، وحينما تغير مكاني، تغيرت أنا، وتغيرت ثقافتي، وذهبت إلى عدة دول، ورجعت إلى الجزائر من جديد، وانفجرت أحداث في الجزائر، ودخلنا في دوامة الصراع مع المتطرفين، ورأيت الأصدقاء يسقطوا الواحد تلو الأخر، وثأترت كثيرا بذلك، كما تأثر أبنائي، وخاصة بنتي التي كانت تسجل تلك الأحداث على شكل يوميات خاصة بها، والتي كانت ترصد فيها مقتل أصدقائي من الكتاب والمبدعين، وهو الأمر الذي أصابني برعب، لتعرضه لأزمة نفسية، مما دفعني أن ألجأ إلى طبيبة نفسية للاستفسار منها عما وصلت إليه حالة ابنتي، ونصحتني وقتها بتركها بتسجيل ذلك على الورق، وفعلت ذلك بالفعل، وأصبح تلك اليوميات كتاب خاص بها صدر باللغة الفرنسية، عندما عدنا فيما بعد إلى الولايات المتحدة الأمريكية».

وأكد: «علاقتي مع بلدي كانت حيوية، فكنت أغادرها مجبرا، لكنها كانت تظل بداخلي، ولم تتركني في أي لحظة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى