أ د.. أحمد رجب يكتب .. الخطة الثمانية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
بقلم أ د.. أحمد رجب عميد كلية الآثار جامعة القاهرة
تمر الأحداث متلاحقة ومتسارعة والعالم كله أصبح علي شفا الهاوية وشبح حرب عالمية ثالثة لاح في الأفق واوشك علي الحدوث والانفجار أنها الفترة التي تسبق العاصفة وتوشك أن تشتعل النار لتأكل الاخضر واليابس في حرب الكل فيها خاسر ولن يربح فيها سوي الشيطان وشبح الموت مما جعل نزع فتيل الأزمة غرض علي كل عاقل متحضر فمعظم النار من مستصغر الشرر فما بالنا بأن الشرر قد استغلظ وانتشر في كل مكان فضلا عن ما سببته هذه الأزمة وطول أمدها الذي فاق العام من جوع وانهيارات لاقتصاديات وعملات بعض الدول مما شكل معاناه للعالم أجمع لم ينجو منها أحد ولم يامن منها أحد وسيسال عنها كل عقلاء العالم وكل صانعي القرار لماذا لم ينزع فتيل الأزمة حتي الآن كما تريد فالكل في هذه الحرب خاسر لأن السلاح المتقدم لدي الطرفين لم يرحم حتي من يطلقه
لقد دعا فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية أكثر من مرة الي وقف الحرب الروسية الأوكرانية ووقف نزيف الدم واستنزاف الموارد ومدي تأثير هذه الحروب العنيفة علي البيئة العالمية كما أوضح فخامته في خطابة في قمة المناخ 27 المنعقدة في مصر في نوفمبر 2022 وأيده في ذلك جميع رؤساء الدول الذين حضروا هذه القمة الهامة المنعقدة في مصر أرض السلام
وبصفتي اعلم هذه البلاد جيدا حيث عملت كملحق ثقافي في سفارة جمهورية مصر العربية في جمهورية أوزبكستان ومديرا للمركز الثقافي المصري بطشقند في الفترة من 2008 حتي 2011 وحصلت علي وسام صداقة الشعوب من فخامة الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضياييف بمرسوم رئاسي في أغسطس 2020 ودرست هذه البلاد جيدا باثارها وحضارتها وجميع الدول التي كانت جزء من الاتحاد السوفيتي القديم ومن قبله روسيا القيصرية ومن قبله الخانيات الثلاث بخاري وخوقند وخوارزم ومن قبله الاسترخانيين زالشيبانيين والتيموريين القراخانيين والسامانيين ومن قبلهم فتح قتيبة بن مسلم لهذه البلاد التي كانت تعرف ببلاد ماوراء النهر والتي تربطنا بها علاقات بجميع دول طريق الحرير القديم أوزبكستان وكازاخستان وقرغزستان وتركمانستان وطاجيكستان وأرمينيا واذربيجان وجورجيا ومدنهم التاريخية
واقترح أن تكون خطة السلام والهدوء من ثمانية بنود ونستطيع أن نطلق عليها خطة البنود الثمانية وهي قابلة للتعديل والتهذيب والتنقيح والحذف والإضافة
وتتلخص هذه الخطة في البنود التالية
اولاً. أن تصبح المناطق الأربعة التي دخلتها روسيا وهي أقاليم خيرسون وزابورجيا ودونيتسك ولوهانسك مناطق حكم ذاتي أو جمهوريات مستقلة لمدة 10 سنوات بعدها يتم عمل اقتراع فيها علي الانضمام الي روسيا من عدمه أو الي اوكرانيا
ثانياً أن تظل شبه جزيرة القرم تابعة لروسيا طوال هذه السنوات العشرة
ثالتاً أن تتعهد اوكرانيا بعدم طلب الانضمام الي الاتحاد الأوربي لمدة 10 سنوات
رابعاً أن تقوم دول الناتو وكذلك روسيا بإزالة جميع الأسلحة المصوبة الي الآخر خصوصا النووي منها منعا للاحتقان وأن تصبح الحدود هادئة بين روسيا من ناحية وأوكرانيا ودول الناتو من ناحية أخري
خامساً أن تعطي روسيا طريقا امنا ومرفا صغير علي بحر ازوف لتصدير منتجات اوكرانيا علي أن يكون مرفأ مدني
سادساً أن تبدأ دول الناتو والولايات المتحدة تعليق العقوبات المفروضة علي روسيا واستئناف العلاقات التجارية والدبلوماسية مع عدم ارسال أي أسلحة الي اوكرانيا
سابعاً أن تبدأ المفاوضات بين روسيا ودول الناتو والولايات المتحدة برعاية الأمم المتحدة و بحضور أطراف خارجية كالصين ومنظمة شنغهاي والوكالة الدولية للطاقة الذرية
ثامناً الكف عن الحشد الاعلامي بين طرفي الأزمة ووقف اي دعاوي أو شكاوي أو حشد اعلامي أو ملاحقات قضائية لمدة 10 سنوات
كاتب المقال
أ د.. أحمد رجب محمد علي
* عميد كلية الآثار جامعة القاهرة
* الملحق الثقافي بسفارة جمهورية مصر العربية بجمهورية أوزبكستان سابقا
* مدير المركز الثقافي المصري بطشقند سابقا
* حاصل علي وسام صداقة الشعوب من جمهورية أوزبكستان بمرسوم من رئيس الجمهورية شوكت ميرضياييف في أغسطس 2020