كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
الشهاب الساطع الذي يسمى كذلك (الكرة النارية) أكبر حجماً من الشهاب العادي، حصد الكثير من الاهتمام على منصات التواصل الاجتماعي
وثق مقطع فيديو متداول لحظة سقوط نيزك في محافظة الدوادمي شمال غرب الرياض، وبدا النيزك وهو يسقط فجأة على الأرض وتناثرت أجزاؤه.
من جهته، قال خبير الأرصاد عبد العزيز الحصين في تغريدة على حسابه: “ظهر نور قوي لنيزك أو شهاب جهة نجد، وقيل إنهم شعروا بهزة وسماع دوي صوت سقوطه حسب المغردين هناك. والشهاب هو شعاع ضوئي مرئي يتكون عندما يخترق النيزك الغلاف الجوي للأرض، وكرة النار وهي أكبر من النيزك أو الشهاب المتفجر، والتي يمكن أن تعني القذيفة أو الوهج، ونحن لا نعرف طبيعة الجسم المؤثر بشكل دقيق، عموماً ما تم ذكره يدخل تحت مسمى الشهاب إلا إذا ثبت عكس ذلك، فهذه الظاهرة طبيعية تحدث باستمرار”.
وعلى الصعيد ذاته، أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد آل زاهرة، أن هذا الشهاب الساطع الذي يسمى كذلك (الكرة النارية) أكبر حجماً من الشهاب العادي، حصد الكثير من الاهتمام على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أكد العديد رؤيته بلون أزرق ساطع جدًا لدرجة أنه أضاء سطح الأرض ورافق ذلك سماع صوت دوي، وهذا يعني انحداره بعمق شديد في الغلاف الجوي.
ويفترض حدوث سلسلة من موجات الصدمة ناتجة عن تفكك النيزك بسبب سرعته العالية، ومن المرجح أن أجزاء صغيرة منه قد وصلت إلى سطح الأرض بعد احتراق معظمه في الهواء، كما حدث في حالات مشابهة حول العالم.
أما بالنسبة للون الأزرق والأبيض فيمكن أن يلعب التركيب السائد للنيزك دورًا مهمًا في الألوان المرصودة للكرة النارية مع بعض العناصر التي تعطي ألوانًا مميزة عند تبخرها، فعلى سبيل المثال ينتج الصوديوم لونًا أصفر ساطعًا ويظهر النيكل باللون الأخضر ويظهر المغنيسيوم باللون الأزرق والأبيض وهو ما شوهد، لكن يمكن أن يكون أيضًا نتيجة لظروف الغلاف الجوي، أو حتى نتيجة للكاميرا، ولكن لعدم توفر تسجيلات من زوايا متعددة للشهاب الساطع فهذا يجعل هذا التفسير أقل احتمالًا.
وأضاف أبو زاهرة أن زخات الشهب عادة تكون بحجم حصاة أو حبة أرز تحترق في أعلى الغلاف الجوي قبل اقترابها من سطح الأرض بفترة طويلة ولكن من حين لآخر فإن جسمًا أكبر بكثير يُعرف باسم الكرة النارية يخترق الغلاف الجوي بعمق. وفي حالات نادرة، يبقى نيزك كبير سليمًا أثناء انتقاله إلى أسفل الغلاف الجوي، وتؤدي سرعته إلى حدوث دوي صوتي قبل أن يصل إلى سطح الأرض أو يتفكك.
وأشار إلى أن النيازك تدخل إلى الغلاف الجوي الخارجي للأرض وتنتقل من سرعة 40,000 إلى 257,000 كيلومتر في الساعة، وتتباطأ بسرعة لأنها تواجه الاحتكاك من سحب الهواء، ويولد هذا الاحتكاك كميات هائلة من الحرارة مما يتسبب في تبخر النيزك أو احتراقه وتوهجه.
الظاهرة لا يمكن حاليا ربطها بأي ظواهر فلكية أخرى معينة، مثل زخات الشهب السنوية، ولعدم توفر بيانات شبكة محطات علمية للمراقبة وتسجيل بيانات سقوط الأجسام القادمة من الفضاء، فمن غير المعروف المسار الدقيق الذي سلكته تلك الكرة النارية منذ دخولها الغلاف الجوي وحتى تحطمها، حيث إن تلك البيانات سوف تكشف الكثير من المعلومات مثل الطاقة التي تحررت عن النيزك ولكن حسب التقديرات فقط فان طاقته في ابعد الحدود لم تكن كبيرة ويتوقع أن ذلك النيزك ربما يكون وزنه عشرات الكيلوغرامات وهذا حدث صغير.
وختم حديثه قائلاً: “عادةً ما يضع التسخين الاحتكاكي ضغطًا كافيًا على النيزك، بحيث ينفجر قبل أن يصطدم بالأرض، مما ينتج عنه تناثر شظايا أصغر بكثير تسمى الأحجار النيزكية”.
وبشكل عام هذا الحدث ليس نادراً، حيث تحدث آلاف الكرات النارية في الغلاف الجوي للأرض يوميًا لكن معظمها يحدث فوق المحيطات والمناطق غير المأهولة بينما البعض الآخر “محجوب بضوء النهار”.