سوشيال ميديا
زاهى حواس ووزيرى يفتتحان مقصورتين فى معبد حتشبسوت بعد ترميمهما
شهد الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، برفقة الدكتور زاهى حواس العالم الأثرى المصرى، ظهر اليوم الخميس، مقصورتين فى معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحرى، بعد ترميمهما برعاية البعثة البولندية.
وقال الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه تم الانتهاء من ترميم مقصورتين بالتعاون بين رجال الآثار المصريين والبعثة البولندية العاملة فى حتشبسوت بالدير البحرى، وذلك فى إطار حرص وزارة السياحة والآثار ممثلة فى المجلس الأعلى للآثار، على ترميم وصيانة وحفظ المواقع والمبانى الأثرية بمختلف عصورها التاريخية.
وافتتح ظهر اليوم الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتورة أن فودينسكا مدير المركز البولندى لآثار حوض البحر المتوسط بالقاهرة، حجرتى آمون الشمالية والجنوبية على الشرفة العلوية لمعبد حتشبسوت بالدير البحرى ومقبرة ميرو بجبانة العساسيف الشمالية، بحضور الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق والدكتور فتحى ياسين مدير عام آثار مصر العليا والدكتور باتريك ذويدكسى مدير البعثة البولندية بمعبد حتشبسوت وشمال العساسيف، وذلك بعد الانتهاء من مشروع دراستهم وتوثيقهم وترميمهم بالتعاون المركز البولندى لآثار منطقة حوض البحر المتوسط بجامعة وارسو.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى أن الحجرتين اللتين تم افتتاحهما اليوم بمعبد الدير البحرى تحيطان بالمقصورة الرئيسية للإله آمون رع بمعبد حتشبسوت، والتى تم افتتاحها للجمهور فى عام 2017، منوهاً أنه من خلال دراسة النقوش الموجودة على جدران الحجرة الجنوبية اتضح أنها ربما كانت تستخدم لتخزين المواد العطرية والكتان المستخدم أثناء الطقوس الدينية، فى حين صورت جدران الحجرة الشمالية، والتى لم يعرف بعد عن استخدامها، مناظر لتقديم القرابين للإله آمون رع من قبل الملكة حتشبسوت وراعيها، الملك تحتمس الثالث، وبعض الأعمال الطقسية التى قاموا بها مثل الجرى بالمجداف، لافتا إلى أنه عندما اعتلى الملك تحتمس الثالث العرش بمفرده بعد فترة من الحكم المشترك، تمت إزالة صور الملكة حتشبسوت من الزخارف فى جميع أنحاء المعبد.
ومن جانبها أشارت الدكتورة أن فودينسكا أن خلف أبواب الحجرتين، يوجد منظر يصور المهندس سنموت، أبرز رجال بلاط الملكة حتشبسوت، مع كتابات تشرح أن الملكة سمحت بكتابة اسم المهندس سنموت بجميع حجرات معبدها، ولكن صور سنموت هذه المرة فى النقوش داخل هاتين الحجرتين فقط وهو واقفاً بدلاً من وضع الركوع، مما قد يوحى بوظيفة خاصة لهاتين الغرفتين.
وعن مقبرة ميرو، قال الدكتور فتحى ياسين مدير عام آثار مصر العليا، أنها تخص شخص يدعى ميرو والذى كان مسئولًا رفيع المستوى فى بلاط الملك منتوحت الثانى (2055-2004 قبل الميلاد)، مؤسس الدولة الوسطى، وهى مقبرة منحوتة فى منحدر صخرى يسمى شمال العساسيف، وهو استمرار للمدرج الصخرى فى الدير البحرى.
وتعد هذه المقبرة هى أول موقع أثرى من هذه الفترة المبكرة فى البر الغربى بالأقصر يتم إتاحته للزوار، وتقع مقبرة ميرو بمواجهة طريق الموكب المؤدى إلى معبد الملك منتوحتب الثانى. وهى تتكون من واجهة وممر يؤدى إلى مقصورة للقرابين بها كوة لوضع تمثال المتوفى. كما يوجد بها بئر للدفن بأخره حجرة للدفن بها تابوت. وتعتبر هذه الغرفة هى الوحيدة المزينة بالمقبرة، حيث رسمت جدرانها بطريقة مميزة نفذت بالطلاء على قاعدة من الجبس الجيرى.
وقال الدكتور باتريك ذويدكسى مدير البعثة البولندية بمعبد حتشبسوت وشمال العساسيف، أن مقبرة ميرو كانت معروفة منذ منتصف القرن 19. وفى عام 1996، تم تنظيف بعض اللوحات الجدارية بها بواسطة فريق من المرممين الإيطاليين. وخلال عامى 2015 و2023، قام فريق العمل من البعثة المصرية البولندية من المركز البولندى لآثار منطقة حوض البحر المتوسط والمجلس الأعلى للآثار مع مرممين من أكاديمية الفنون الجميلة فى وارسو على ترميم هذه المقبرة وتوثيقها.
جدير بالذكر أن معبد حتشبسوت فى الدير البحرى بالبر الغربى بالأقصر كان يعتبر بمثابة معبد لملايين السنين لهذه الملكة التى حكمت مصر خلال الأسرة 18 (حوالى 1473-1458 قبل الميلاد). أما جبانة شمال العساسيف فكانت جبانة دفن بها أبرز المسؤولين فى مصر من عصر الدولة الوسطى (2055-1773) قبل الميلاد.