كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
وسط آلاف القصص المأساوية التي انتشرت تفاصيلها خلال الساعات الماضية في سوريا، غدت هذه الرضيعة أيقونة، بل لقبت بالطفلة الأعجوبة.
ففي بلدة جنديرس شمال سوريا، انتشل سكان وعمال إنقاذ رضيعة ولدت بأعجوبة تحت الركام، وبقيت متصلة عبر حبل السرة بوالدتها التي قتلت بعدما دمر الزلزال منزل العائلة.
إذ أبصرت الصغيرة النور يتيمة، بينما قتل أفراد أسرتها جميعاً، والدها عبدالله المليحان، ووالدتها عفراء مع أشقائها الأربعة، إضافة إلى عمتها.
رضيعة هزّت التواصل
وبعدما انتشرت صورتها كالنار في الهشيم، وقد أمسك أحد عناصر الدفاع المدني، عقب ولادتها ووفاة أمها، انهالت التعليقات تتساءل عن مكانها.
حتى أتت الإجابة من طبيب عالجها في مستشفى عفرين، موضحاً أنها كانت تعاني من برودة شديدة في أطرافها وحرارة داخلية منخفضة، بعدما أمضت ساعات تحت الأنقاض، عند وصولها إلى المستشفى، بحسب ما نقلت فرانس برس.
“حالتها مستقرة”
كما أضاف أخصائي الأطفال هاني معروف الذي يتابع وضعها الصحي “أجرينا لها إسعافات أولية وأعطيناها الكاليسيوم عبر الحقن الوريدي كونها بقيت لساعات من دون رضاعة”.
وأكد أن “حالتها العامة مستقرة حالياً لكن ثمة كدمات شديدة على جسمها”، مرجحاً أن تكون تلقتها وهي في رحم والدتها.
إلى ذلك، توقع أن تكون ولدت بعد قرابة سبع ساعات من حصول الزلزال.
8000 ضحية
يشار إلى أن فرق الإنقاذ باتت تسابق الزمن بحثا عن ناجين غداة الزلزال القوي الذي أودى بحياة أكثر من 8000 شخص حتى الآن في تركيا وسوريا.
وقضى 1712 شخصا، وأُصيب 3640 آخرون، بحسب السلطات السورية وعمال الإغاثة في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في سوريا بعدما ضرب زلزال بقوة 7.8 درجة تركيا وسوريا المجاورة في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، مدمّراً آلاف المباني، وخلف آلاف الجرحى والمشردين.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تتوقع الأسوأ وتخشى أن تكون “الحصيلة أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولى” المنشورة.