لمؤتمر السنوي التاسع عشر لمركز تعليم الكبار- جامعة عين شمس 2023 يناير 29-28 (الذكاء الاصطناعي وما بعد الرقمنة)إعداد: الأستاذ الدكتور طلعت عبد الحميد
كتب جودة عبد الصادق ابراهيم
#أما_قبل
يؤكد تقرير اللجنة الدولية لمستقبل التربية/التعليم على أن الذكاء الاصطناعي محرك أساسي من محركات الثورة الصناعية الرابعة وهو نوع من الذكاء يتم تطويره عبر الكومبيوتر.
¶¶= وتقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والعلوم السياسية. ويتلاقى الذكاء الاصطناعي مع مجموعة غير مادية مثل التقنيات الحيوية وعلم الجينوم والتقنية
العصبية والروبوتات التقليدية والتقنيات السيبرانية.
¶¶= وقد أصبحت هذه التقنيات لامركزية.. كما و أنها أصبحت أيضا خارجة عن سيطرة الدولة؛ ما يثير تساؤلات حول الخصوصية وأساليب الضبط الاجتماعي، التي باتت بدورها كوكبية تتجاوز المجتمعات، حيث يفرض القوي معرفيا وتقنيا معاييره على الضعيف.. ومن هنا تأتي حتمية متطلبات كالتبصر التقني، والتفاوض الدولي حول الأطر المعيارية، وكذلك تطوير معايير الرقابة والتنسيق والإشراف.
= ويؤكد تقرير اللجنة الدولية لمستقبل التربية الصادر من اليونسكو على ضرورة صياغة عقد اجتماعي جديد للتربية/ للتعليم يقوم على حقوق الإنسان استنادا إلى مبادئ عدم التمييز، والعدالة الاجتماعية، واحترام الحياة والكرامة الإنسانية والتنوع الثقافي، ويعزز التعليم باعتباره عملا عاماً ومنفعة مشتركة.
#أما_بعد
إذا كانت عمليات الرقمنة تجري في معظم مجالات الحياة حيث تحول البيانات إلى شكل رقمي من أجل معالجتها، فإن هذا أثار تساؤلات تتجاوز التقانات إلى ذهنية وتكوين المنتج والمستهلك
لتلك التقانات.
= وإذا كان الذكاء الاصطناعي هو نوع من الذكاء يتطور عبر الحاسوب-الكومبيوتر- فإن هذا يفرض على المنظومة التعليمية التركيز على تنمية ذهنية المتعلمين ليس لمجرد التعامل واستهلاك التقانات التي صنعها آخرون، بل لمحاولة توطين تلك التقانات والعمل على تطويرها من خلال تكوين مواطنين لديهم القدرة على التفكير التباعدي والتقاربي والناقد، وصولا إلى التفكير الإبداعي، مع التحلي بقيم الإتقان والمثابرة والتميز، في سياق عقد اجتماعي جديد.