حوادث

تفاصيل جريمة البشعة.. الزوج يذبح زوجته ويهدد أطفاله ويأخذ مع جثتها سلفي بالدقهلية

كتب جودة عبد الصادق إبراهيم

سقطت زوجته جثة هامدة غارقة في دمائها أمام عينيه بعدما تشاجر معها، انهار وجلس فوق أقرب مقعد له، اضطربت به الأرض، كادت جدران الشقة تنطبق على صدره، ظل يحدق عينيه في جثة زوجته، سرح بخياله في ذكريات سنوات عاشها معها منذ أن تعرف عليها وأحبها حتى بعدما أصبحت أم لبناته الثلاث، بدأ يفيق من غفوته، وبكل قسوة ووحشية أجمع بناته وأجلسهم بجوار الجثة وسجل فيديو ليرسله لأسرتها.

«كانت عايزه تبعدني عن أولادي.. ظلمتني وجايبه حد يقتلني الليلة دي وجري.. كان جاي يشاركها في قتلي النهارده ويبعدني عن عيالي.. لكن مش حسيب حق عيالي»، هذه هي الكلمات اللي سجلها المتهم وأرسلها لأسرتها، كلمات يحيط بها الغموض، يجعلك تفكر لماذا أقبل هذا الزوج على قتلها بهذه الصورة؟، لماذا جمع بناته بجوار جثتها ليروا أبشع مشهد لن يمحوه الزمن من ذاكرتهن مهما مرت الأيام؟، ماذا كان يفكر وقتها؟، أي قلب هذا يحمله ليكون هذا هو رد فعله، وينشر الفيديو عبر التيك توك، وصفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك»، جميعها أسئلة لا يمكننا الحصول فيها على إجابة واضحة وصريحة، ففي جميع الأحوال، مازالت التحقيقات مستمرة لكشف لغز الواقعة، وجهات التحقيق وحدهم هم من سيجيبون بإجابات قاطعة مؤكدة.

أصل الحكاية
دعونا نعود بالزمن الى عشر سنوات ماضية، داخل قرية بمركز نبروه بمحافظة الدقهلية، عاشت بطلة قصتنا زينب إبراهيم، فتاة تبلغ من العمر ٢٨ عاما، هي الابنة الرابعة لأسرتها، مثلها مثل أي فتاة كانت تحلم بالفارس الذي سيأخذها على حصانه وتعيش معه قصة حب مثل قصص الروايات، حتى تقدم لها شاب يدعى حمادة العجوز، يكبرها ب٨ سنوات، ومنذ الوهلة الأولى التي رأته فيها، شعرت بالارتياح، رأت فيه الزوج والسند، ووافقت على تلك الزيجة، وأقيم حفل زفاف كبير حضره الأهل والأصدقاء، وانتقلت زينب للعيش مع زوجها في بيته بقرية التيرة التابعة لنفس المركز، عاشت أياما من السعادة والحب، حتى رزقهما الله بثلاث بنات، أكبرهنعزيزة البالغة من العمر ٩ سنوات، ثم جنا صاحبة ال٦ سنوات وأصغرهن سما التي تبلغ من العمر ٣ سنوات.

كانت حياتهم هادئة تمر بشكل طبيعي مثل كل البيوت، حتى بدأت تعرف المشاكل والخلافات طريقها لتلك الأسرة السعيدة، تبدلت أحوال الزوج، تحول البيت من الهدوء للصخب، ومن الحنان للقسوة، ومن الأمان للخوف، انتهت المشاكل لطريق مسدود، فكان الطلاق هو الحل، وانفصلت زينب عن حمادة منذ عامين تقريبا، وقتها أخذ طفلتين منها للعيش معه، وهي أخذت الثالثة وعادت لمنزل أسرتها مرة أخرى، بعدما تحطمت كل أحلامها الوردية وأصبحت كابوسا.

لم تيأس زينب من حياتها، بل قررت أن تكافح والبحث عن لقمة العيش بالحلال لكي تربى ابنتها، ولا تنتظر من أحد العطف عليها، فكانت نعم الزوجة، والأم والأب لتلك الطفلة، فقررت العمل داخل حضانة، بينما حمادة سافر للخارج للعمل هناك، ومرت الأيام وحاولت زينب أن تتناسى ما عاشته، لدرجة أنها رفضت الزواج مرة أخرى حتى لا تأتي بزوج أب لبناتها، الى أن تغيرت الاحوال من ٢٠ يوما؛ عاد حمادة من الخارج، وأراد العودة لزينب مرة أخرى، حاول مرارا وتكرارا مع أسرتها والكل أجمع على عدم الموافقة، ولكن زينب كان لها رأي آخر، قررت أن تعود اليه من أجل بناتها، عادت زينب يوم الأربعاء الماضي، لم تكن تلك المسكينة تدري ماذا سيحدث لها، وأنها عائدة للموت والقتل بأبشع صورة.

يوم الجريمة
خمسة أيام مضت على وجود زينب بصحبة زوجها، تعيش حالة من السعادة، حتى التقط الزوج صورة تجمعه بها وببناته الثلاث، استغل الزوج غياب والدته عن البيت وبكل قسوة ووحشية قتل زوجته، ذبحها داخل غرفة النوم، وجلس بجانب جثتها يفكر ماذا سيفعل، كيف يهرب من جريمته، فكر وخطط ونفذ، أجمع بناته الثلاث وأدخلهن غرفة النوم، والزوجة مقتولة على السرير، وأمسك بهاتفه وسجل فيديو، كلماته تحمل غموضا، وأن هناك من جاء ليقتله بمساعدة زوجته، ثم أرسل الفيديو لأسرتها، ونشره عبر التيك توك، بعدها سجل فيديو آخر ونشره على الفيس بوك، يطلب أن تأتي إليه القنوات والصحف ليحكي لهم الحال الذي وصل إليه ولماذا قتلها.

على الجانب الآخر، استيقظت أسرة زينب على تلك الأخبار المفزعة وأسرعت لمنزل الزوج للاطمئنان على ابنتهم، يتمنون أن يكون هذا حلم وأن ابنتهم الشابة بخير، ولكن عندما وصلوا كان رجال المباحث في كل مكان والمتهم يقف في شرفة شقته واضعا السكين على رقبة بناته، مهددا بذبحهن في حالة القبض عليه، لكن تمكن رجال المباحث من السيطرة على الموقف ونجحوا في القبض عليه بعد مفاوضات دامت لدقائق.. واصطحبه رجال المباحث للقسم لمعرفة ملابسات الجريمة، وحضرت النيابة لمعاينة الجثة ومسرح الجريمة، وأمرت بنقلها للطب الشرعي ثم التصريح بالدفن بعد ذلك.. ومازالت التحقيقات مستمرة لمعرفة السبب الحقيقي وراء الجريمة، وهل الزوج كان مخططا لجريمته من قبل أم أن القتل جاء وليد اللحظة؟

ولأن المصائب لا تأتي فرادى كما يقولون، الأم ذهبت لخالقها، والأب سيظل خلف القضبان حتى الموت إن لم يتمالحكم عليه بالإعدام، وبقى الأطفال الثلاثة بلا أم وأب فعليا، مشهد مخيف لبنات صغار لا يعرفون معنى الغدر، بنات وقعن ضحايا لأب بلا قلب، ماتت والدتهن أمام عيونهن بطريقة بشعة، ووضع الأب السكين على رقبتهن، مشهد لن يمحوه الزمن من ذاكرتهن.

حالة من الحزن والصدمة سيطرت على الأهالي، الكل يتذكر تلك الزوجة التي يشهد لها الجميع بحسن الخلق، كانت مكافحة وتحملت الكثير والصعاب من أجل أطفالها، لا أحد يتوقع أن تكون هذه هي نهايتها، وودعها الجميع في مشهد جنائزي مهيب لمثواها الأخير، وأصبح الكل يطالب بإعدام القاتل حتى يعود حقها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى