كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
أثار الوقف غير المتوقع لرحلات الطيران في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، الكثير من علامات الاستفهام، بشأن طبيعة “الخلل التقني” الذي تحدثت عنه السلطات، والذي أدى إلى ذلك.
واستؤنفت الرحلات الجوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة بعد ساعات من التوقف، عقب تعرض إدارة الطيران الفيدرالية لخلل في نظام “NOTAM”، الذي يرسل للطيارين المعلومات الحيوية التي يحتاجون إليها للتحليق بالطائرة.
وقال مسؤول حكومي كبير، إن “ملفا تالفا أثر على كل من النظامين الأساسي والاحتياطي”، مضيفا أن المسؤولين يواصلون التحقيق، وفق ما نقلت عنه شبكة “إن بي سي” الأميركية.
وقالت الإدارة في بيان: “إدارة الطيران الفيدرالية تواصل إجراء مراجعة شاملة لتحديد السبب الجذري لانقطاع نظام (NOTAM). عملنا التمهيدي تعقب الانقطاع إلى ملف تالف في قاعدة البيانات. في هذا الوقت، لا يوجد دليل على هجوم إلكتروني”.
من جانبه، قال وزير النقل الأميركي، بيت بوتيجيج ، إن “إدارة الطيران الفيدرالية ستحدد المصدر بشكل أكبر، وتحدد الخطوات لمنع حدوثه مرة أخرى”، وردد ما قالته الإدارة بالتأكيد على أنه “لا يوجد دليل على وقوع هجوم إلكتروني”.
وأبدى استغرابه من كيفية أن يكون هناك “هذا المستوى من الاضطراب؟”، معترفا بشعور المسافرين بالإحباط، لكنه شدد على أن “السلامة تأتي دائما في المقام الأول”.
وأضاف لـ”إن بي سي”: “هذا نظام معقد بشكل لا يصدق، لذا فإن مواطن الخلل أو المضاعفات تحدث طوال الوقت، لكن لا يمكننا السماح لها أبدا بأن تؤدي إلى هذا المستوى من الاضطراب، ولن نسمح لها أبدا بالتسبب في مشكلة تتعلق بالسلامة”.
وفي وقت سابق الأربعاء، أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، عدم معرفة السلطات الأميركية بسبب العطل الذي أدى إلى تعطل حركة الطيران في المطارات الأميركية نحو 120 دقيقة.
وفي رده على سؤال عن سبب العطل الذي أربك حركة الطيران في الولايات المتحدة، قال بايدن “لا نعرف”، لكنه أضاف قائلا إن الطائرات في الأجواء الأميركية تهبط بسلام.
وكان البيت الأبيض قد إعلن عدم وجود أدلة على هجوم إلكتروني “في هذه المرحلة” في ما يخص عطل الكمبيوتر الذي دفع السلطات الأميركية إلى تعليق كل الرحلات الداخلية المغادرة الأربعاء.
يذكر أنه تم إلغاء أكثر من 1100 رحلة جوية، وتأجيل ما لا يقل عن 7300 رحلة داخل الولايات المتحدة وخارجها، بسبب هذا العطل، وفقا لبرنامج تعقب الرحلات عبر الإنترنت “FlightAware”.
ما هو النظام الذي تعطل؟
ويوضح موقع إدارة الطيران الفيدرالي الأميركي على الإنترنت تفاصيل هذا النظام بأنه “يحتوي على معلومات أساسية للأفراد المعنيين برحلات الطيران، إذ يظهر الأوضاع غير الطبيعية في مكونات المجال الجوي الأميركي، وكذلك الأوضاع الطبيعية”.
ويحتوي النظام بالتحديد على:
* تحديث مباشر للأوضاع الطبيعية وغير الطبيعية للمجال الجوي الأميركي.
* معلومات عن أي تغييرات على المنشآت والخدمات والإجراءات والخطر في المجال الجوي.
* يستعمل النظام لغة خاصة تجعل الاتصال أكثر فعالية.
ولدى إدارة الطيران الأميركي نسختان من هذا النظام، واحد مخصص للطيارين والثاني مخصص للمطارات، وتعملان معا على تحديد المشكلات الشائعة وأفضل الممارسات في هذا المضمار.