أحمد خالد توفيق.. هل يستحق كل هذا الجدل؟
دائما ما يثار الجدل حول أعمال الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق، على منصات التواصل الاجتماعى، التى تتحول إلى ساحات تأييد واعتراض ونقد، سواء كانت عن رواياته أو مجموعاته القصصية، أو عن الأعمال الدرامية المقتبسة من أعماله.
هذا الجدل تكرر مجددا هذه الأيام، ولكن من وجهة نظر أخرى، مفادها أن القائمين على اقتباس روايات أحمد خالد توفيق، لتحويلها إلى مسلسلات يتسببون فى تشويهها أو عدم الإجادة فى إظهارها وفقا للحبكة الروائية، الأمر الذى يتسبب فى تنفير جمهور المشاهدين، ومن ثم غضب جمهور العراب الراحل، وإلى جانب ذلك، فهناك فريق آخر يرى أن أعمال أحمد خالد توفيق أخذت أكثر من قدرها، سواء على مستوى القراءة أو الدراما.
ولعل المتابع لما يدور فى عالم السوشيال ميديا يستطيع أن يجمع هذا الشتات، الذى نرصد قدرا منه، لتوضيح هذه الآراء سواء أكانت مع أو ضد.
الكاتب أشرف العشماوى رأى أن “المشكلة تكمن في تقدير قيمة أحمد خالد توفيق الله يرحمه ومكانته ودوره مع أدب الناشئة”، مضيفا: “والحقيقة كان ناجحا وله دور مهم وكبير لكن من عدم الصواب وسوء التقدير عقد مقارنة بينه وبين أنواع أخرى من الأدب”.
كما رأى أشرف العشماوى أن “أحمد خالد توفيق كان بارعا في منطقته وترك فراغا ولم يدع شيئا آخر مع أنه مثقف كبير وقارئ نوعي متميز وصاحب فكر ورؤية، قيمته محفوظة عند من اقتربوا منه وعرفوه وقرأوا له في صباهم أما من لا يعرفه ويقرأ له الآن ويقارن سيظلمه عن جهل بمسيرة طويلة. رحمة الله عليه. ألف رحمة ونور”.
وقال الناقد عمر شهريار، إن الهجمة التي يشنها أنصاره، كلما قال أحد نقدا لكتاباته، ليست دفاعا عن أحمد خالد توفيق، بل عن أنفسهم، عن ذائقتهم، عن ذاتهم الصبيانية القديمة التي لا يريدون مغادرتها، دفاع ضد السن والزمن والنضج، ضد اكتشاف سذاجات المراهقة وقراءاتها التي تشبهها في بساطتها وسطحيتها.
وتابع عمر شهريار: نحب نجيب محفوظ ويوسف إدريس وطه حسين ويحيى حقي، وكل يوم يخرج من ينتقدهم، بل وينزع عنهم أي مزية، ويلصق بهم كل فرية، لكن هذا لم يعد يستنفر أحدا، ربما ضحكة ساخرة هنا أو هناك، دون أن يتحول المحبون إلى مافيا، أو أولتراس لمحفوظ أو إدريس أو طه، بل إن هؤلاء المحبين نضجوا بما يكفي ليعرفوا أن النقد فريضة، حتى ولو كان جارحا وصاخبا، ببساطة لأن هؤلاء المحبين غادروا منطق المراهقة ونزعتها إلى اصطناع قداسات زائفة، ذات جذور أصولية ضاربة في عمق الوعي الثقافي.
ورأى عمر شهريار أن “جزءا كبيرا من دوافع هذا هو أن تفكيك كتاباته، يعني تفكيكا لذوات هؤلاء الأولتراس، ولكونهم “مثقفين”، هذه الكلمة التي أصبحت موضة، ووجاهة، أكثر مما تعني شيئا حقيقيا، فمعظمهم لم يقرأوا سوى له ولمن يسيرون في نفس تياره، ويعتبرون أنفسهم بذلك “مثقفين”، بل وتحول بعضهم بالفعل إلى كتاب وأدباء بنفس الآلية، وكأنها ترقي وظيفي، فعندما تنتقده فأنت تضرب لهم الأسس الواهية التي شيدوا عليها صروح ذواتهم، وتنزع منهم وجاهتهم بل وكينونتهم، فلابد أن ينتفضوا دفاعا عن هذه المكتسبات”.
وختم عمر شهريار رحم الله أحمد خالد توفيق ونجيب محفوظ وطه حسين ويوسف إدريس ويحيى حقي.. قل لي من تلاميذك وأتباعك أقل لك من أنت. فعظمة الأستاذ تعرفها من وعي تلاميذه، ربما أكثر مما تعرفها من كتبه. وعظمة الأديب تعرفها من ذائقة قرائه، ربما أكثر مما تعرفها من رواياته وأشعاره”.
وقال هانى ميشيل: “كل رواياته كانت كوكتيل من 3 أو 4 أفلام أمريكانى مواضيعهم متشابهة.. بس كان مختلف وجديد لجمهور مش بيتابع الدراما الأجنبية، المفروض الكلام ده اتقال وهو عايش وخلصنا”.
وقالت هالة هشام: “بس أحمد خالد توفيق فعلا كدا يا جماعة.. رواية يوتوبيا المشار إليها ما هي إلا تمصير لرواية عالم رائع جديد للكاتب الدوس هكسلي فلو في حد فنان ونروح نستشهد بيه كلنا على تحول الرأسمالية العالمية وموضوع العالم المصنع واللي متقسم لطبقات ألفا واوميجا وبيتا هو ألدوس هيكسلي أو برتولد بريخت في الإنسان الآلي.. والاتنين معمولين أفلام ومسرحيات والعالم قال وعاد فيهم قبل أحمد خالد توفيق بكتير”.
المعروف أن ألدوس هكسلي كاتب إنجليزي اشتهر بكتابة الروايات والقصص القصيرة وسيناريوهات الأفلام وتعد رواية “العالم الطريف” من أفضل أعماله وأشهرها.
وقال الكاتب الصحفى محمد سرساوى “أنا للأسف مش من جمهور الأديب الكبير أحمد خالد توفيق بس يكفى إنه عرف يضع أساسيات رؤية وخيال فى عقل جيل كامل خاصة مواليد الثمانينيات، ونجح يبتكر شخصيتين بارزتين هما رفعت إسماعيل فى سلسلة ما وراء الطبيعة وعبير فى سلسلة فانتازيا وكفاية كتب رواية يوتبيا”.