مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … أحداث الثانوية العامة المؤسفة

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
شهدت نتيجة الثانوية العامة هـذا العام حدثين غاية فى الأهمية والخطورة والتى أطالب د. طـارق شوقى بـأن يتعامل معهما بكل جدية وبكل شفافية أيضا وأن يتم اتخاذ القرارات المصيرية فى كل منها.
وأول هـذيـن الحـدثـين هو ظهور لجـان فى بـعـض مـحـافـظـات الصعيد وقـد حـصـل كل طلابها على مجموع يزيد على 90% وكثير مـن طـلاب هـذه اللجان ظهر بـأن درجاتهم فى الثانوية العامة واحدة، كما ظهرت لجان معظمها مجموعات مـن طـلاب مـن عائلة واحـدة ممـا يؤكد أن هناك تلاعبا فـى قيد هؤلاء الطلاب قبل امتحان الثانوية العامة فى مثل هذه اللجان حتى يتم السيطرة عليها من جانب هذه العائلات وتوفير سبل الغش لهم وبالتالى الحصول على درجـات عالية بالغش والتدليس وأرى أن يتم إعلان نتيجة التحقيقات التى تتم حاليا فى هذه الوقائع وحـسـم مـدى صحتها مـن عـدمـه بشفافية مطلقة أمام الرأى العام.
أما القضية الأخطر فهى ما أعلنه كثير من أوائـل الثانوية العامة وعلى رأسهم الطالبة الأولـى على القسم العلمى من أنها لم تكن تـذهـب هـى أو زمـلاؤهـا إلـى المـدرسـة على الإطلاق وكانوا جميعا يعتمدون على الدروس الخصوصية وهى أخطر قضية أصبحت تواجه العملية التعليمية الآن وتـهـدد أى مظاهر لتطويرها بالفشل لأنـهـا تقضى عـلـى دور المدرسة الأساسى وهوالجانب التربوى ويفتح الباب أمام قضية أخطر وهى أنه إذا كان الأمر هكذا ونحن لم ننجح حتى الآن فى القضاء أوتقليل الاعتماد على الدروس الخصوصية فإن هذا يعنى أنه لم يعد هناك حاجة لبناء مدارس مادامت ستكون خاوية على عروشها ويتحول التعليم إلى تعليم مواز فى السناتر والمنازل وبعدها سنندم طـوال حياتنا بأننا لـم نعد قادرين على القيام بدورنا التربوى فى مدارسنا بتربية وتوجيه وتثقيف وبناء شخصية الطالب وتشكيله الوجدانى بعد أن أصبح الهدف فقط فى الدروس الخصوصية هو تحفيظه بعض المعلومات ليحصل على الدرجات التى تؤهله للالتحاق بالجامعة وأصبحت هذه الثقافة المجتمعية موجودة لدى الطالب وولى الأمر ومدرسى الدروس الخصوصية.
لذا أطالب بأن تكون هناك قرارات مصيرية وشجاعة تعمل على عـودة الطالب والمـدرس إلى المدرسة مرة أخرى، وأن تكون هناك درجات على الحضور والغياب قد تصل إلى 30% من إجمالى درجات الطالب فى الثانوية العامة مثلما يحدث فى معظم الجامعات حاليا وهى درجات أعمال السنة ولم يشكو أحد ولم يشكك أحد فى عدم موضوعية واضع هذه الدرجات للطلاب، وأن يتم إجبار كل المدرسين بالتواجد فى مدارسهم طوال اليوم الدراسى بالكامل ومن يرفض ذلك من أجل الدروس الخصوصية يتم الإستغناء عنه فورا وتوفير راتبه الذى كان يتقاضاه بدون وجه حق للمدرس الذى سيقبل أن يستمر فى المدرسة ويقوم بدوره التربوى والتعليمى ومن خلال العائد الذى سيتوفر من جراء الاستغناء عن المدرسين غير الملتزمين يتم مضاعفة رواتب هؤلاء الملتزمين لأكثر من الضعف حتى ننجح بشكل حقيقى فى إصلاح العملية التعليمية وبالتالى إصلاح مستقبل الأجيال القادمة.

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى