تحقيقات وحوارات

سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى

بقلم الكاتب الأسلامي رمضان البيه

تعددت أسماء الكتب والرسالات السماوية منذ أبينا آدم عليه السلام أبو البشر وأول الأنبياء إلى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، ما بين صحف وكتب مجملها كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه ثلاثا وسبعون كتابا المعلوم منها للعامة صحف إبراهيم، والزبور، والتوراة، وإلإنجيل، والقرآن، وقد حواها الله تعالى وجمعها في كتابه الكريم القرآن الكريم المنزل على قلب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله

وكلها تدعو كما أنزلها الله تعالى إلى الإيمان بالله تعالى وتوحيده وعبادته، وإلى المكارم والفضائل والمحاسن، وإلى الإعمار والبناء والعدل والمساواة والرحمة والتراحم والإحسان والخير وحسن الجوار وصلة الأرحام، وتنهى عن الفساد والهدم والخراب والظلم والجور والفحشاء والمنكر والبغي والعدوان بكل صوره وأشكاله.

هذا ومن المعلوم أن الدين عند الله الإسلام، وأنه تعالى قد ختم الرسالات السماوية برسالة الإسلام وارتضاها سبحانه وتعالى لعباده وخلقه. وانتقى لها صفوة خلقه وأكرمهم عنده وأحبهم إليه، وجعله إماما للأنبياء وسيدا للمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن رسالة الإسلام تقع ما بين كتاب الله تعالى وقرآنه المنزل على قلب حبيبه ونبيه ورسوله ومصطفاه سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وهو الكتاب الجامع لكل الرسالات السماوية..وفيه وضع الحق سبحانه وتعالى بعلمه القديم الإحاطي كل ما تنتظم به حركة الإنسان في رحلة حياته على الأرض إلى أن يلقى ربه عز وجل ويسعد به في دنياه وأخراه، وما تستقيم به الحياة وتقام به الخلافة التي أرادها في الأرض.. يقول سبحانه: “مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ”، ويقول عز وجل “كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ” ويقول جل جلاله “لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ”.

فهو كتاب نور وهداية وشفاء جعله الله تعالى تبيانا لكل شيء ونورا وهدى ورحمة وشفاء لما في الصدور، وفيه قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “عليكم بكتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن إبتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأتقياء ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن خاصم به أفلح، ومن دعي إليه هدي إلى صراط مستقيم”..

هذا وقد قال صلى الله عليه وسلم عنه أيضا: “إن هذا القرآن مأدبة الله، فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقف، لا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته، كل حرف عشر حسنات، أما أني لا أقول “ألم” حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف”..

هذا وكتاب الله تعالى محفوظ بحفظه تعالى من النيل منه والتحريف.. يقول سبحانه: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ).. هذا عن الشق الأول من رسالة الإسلام وهو كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والشق الثاني لدين الله تعالى سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله. ولها ثلاثة أوجه ( قولية ) .. أي .. ما نطق به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وهو وحي من الله عز وجل لقوله تعالى ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ) . وسنة ( فعلية ) ..أي .. ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله. وسنة ( تقريرية أو إقرارية ) وهي ما فعله أو قال به أحد الصحابة رضي الله عنهم على عين الرسول ولم ينكره عليه ولم يرده . وقد حوت سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله كل الفضائل والمكارم والمحاسن والقيم الإنسانية النبيلة وحثت عليها ونهت عن كل الرزائل والقبائح وكل ما يحط بكرامة الإنسان وقدره ويشقيه . وقد ترجم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله منهج القرآن الكريم قولا وعملا وسلوكا فكان كما قالت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ( كان خلقه القرآن ) .

وكما أشار الصحابة رضي الله عنهم بقولهم ( كان قرآنا يمشي على الأرض ) .. أحبتي في الله . هذا كتاب الله تعالى مصدر الهداية والنور والرشد والرشاد والسلامة والشفاء والنجاة من سوء العاقبة والنار . وها هي سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله بين أيدينا وهي حبل النجاة ومصدر الوقاية والسلامة والسعادة والفوز والنجاة .فليس لنا حجة وماذا ننتظر للتمسك والعمل بهما ؟ ..

وإلى متى ننقاد خلف الدنيا وزينتها البالية وزخرفها الزائل وإلى متى ننقاد خلف أهواء الأنفس وشهواتها .وإلى متى نطيع الشيطان ونتبع خطواته وتزيينه وتغريره ؟ .. أحبتي الكرام .. يقول صلى الله عليه وسلم وعلى آله ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي. كتاب الله وسنتي ) .

فعلينا بالإسراع والعودة إلى كتابنا الكريم وهدي نبينا القويم قبل فوات الأوان ولنتذكر أننا ميتون وعن دنيانا راحلون ولقبورنا ساكنون وبين يد ربنا واقفون ومحاسبون في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى