سطور جريئة … حكومة مقاتلين .. وأطباء فاشلون

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

نعم ستكون الحكومة الجديدة التى سيتم تشكيلها خلال ساعات حكومة مقاتلين حيث سيقع على عاتقها تنفيذ البرنامج التنموى الضخم الذى طرحه الرئيس بعد الفتاح السيسى على أبناء الوطن قبل ترشحه وبعد فوزه الكاسح فى الإنتخابات الرئاسية الأخيرة غير المسبوقة فى نتائجها ـ ستكون حكومة إنجاز لمشروعات قومية كبرى ومشروعات صغيرة أيضا تشعر المواطن بالإطمئنان أنه وضع قدمه بالفعل على الطريق الصحيح بعد ثورتين كبيرتين كادت أولاهما أن تضيع منه بعد أن نجح فى إختطافها فى البداية فصيل أصر أن يقصى الجميع من حوله وأن يجعل مصر مجرد جزء من ملكية مكتب الإرشاد ـ سيكون على عاتق حكومة المقاتلين الجديدة أن تواجه بشكل حقيقى أزمات الإنفلات فى الشارع المصرى وتفرض هيبة الدولة على كل بقاع المجتمع ، وأن تواجه الأزمة الطاحنة الحالية وهى أزمة الطاقة قبل أن تتفاقم خلال شهر رمضان القادم ، وأن تستعد لإنجاز الجزء الثالث من خارطة الطريق وهوالخاص بالإنتخابات البرلمانية ، حكومة مقاتلين سيجد كل وزير فيها رئيسا للبلاد يعمل ليل نهار من أجل مصلحة ومستقبل مصر وشعبها ولابد لأى وزير أن يفعل مثله حتى ولو لم يحظ سوى بساعات قليلة من النوم .

• كان الصديق العزيز د. سعيد عبد العزيز محافظ الشرقية محقا عندما صرح الأسبوع الماضى أنه غير راضِ عن مستوى الخدمة الطبية المقدمة للمرضى بمستشفيات محافظة الشرقية مشيراً إلي وجود حالة من التبلد وعدم الإحساس بالمسئولية, مؤكداً أن الطب رسالة سامية ومهنة أخلاقية ، وطالب المحافظ وكيل وزارة الصحة بالمحافظة خلال إفتتاح عدد من الأقسام بمستشفى الأبراهيمية بغلق جميع العيادات الخاصة للأطباء المتحججين منهم للحصول على أجازة مرضية رفضاً للعمل بالمستشفيات الحكومية .

كان المحافظ محقا فيما قاله بعد أن لسمت ذلك بنفسى الأسبوع الماضى عندما تعرضت فلاحة بسيطة بقرية أوليلة لحادث تسبب فى تهتك خفيف فى مقدمة قدمها وقام أولادها على الفور بنقلها لمستشفى الأحرار بالزقازيق التابع لوزارة الصحة ليفاجأوا بالمستشفى يرفض إستقبال الحالة بحجة عدم وجود إمكانات لديهم للتعامل معها ، وأنه لايوجد لديهم أطباء بالمستشفى حاليا للقيام بأى دور خاصة فى ظل الظروف الحالية التى يضرب فيها أطباء المستشفيات الحكومية طمعا فى رواتب أكبر ويرفضون إستقبال وعلاج المرضى ، وتفرغ معظمهم أوقات العمل الرسمية للعمل بمستشفايت وعيادات خاصة ، لذا نصحوهم فى مستشفى الأحرار بالتوجه لمستشفى خاص حددوه لهم بالإسم لأن بعضهم قد يكون ملتحقا به ، وعندما وصلت المريضة إلى هناك طلبوا من أبنائها ضرورة دفع 15 ألف جنيه قبل أى شيئ حتى يتم قبولها بالمستشفى ، وأكدوا لهم أن الجراحة التى ستتم لها لن يقل تكلفتها عن 30 الف جنيه ، قال لهم المستشفى الخاص ذلك ولم يراعوا أنها حادثة ولابد أن يتعاملوا معها بسرعة ، وقبل أن يعود أولاد السيدة البسيطة بها إلى القرية لفشلهم فى تدبير المبلغ لتنتظر مصيرها المحتوم ، إتصلت من جانبى فور علمى بالحادثة بالدكتور أشرف الشيحى رئيس جامعة الزقازيق وكان ذلك فى الثامنة مساء يوم الإثنين الماضى ليطلب منى على الفور أن تتوجه السيدة إلى مستشفى الجامعة ليتولاها فريق طبى بقيادة د0خالد عبد البارى وكيل كلية الطب بالجامعة ومعه د0محمد رضا أستاذ مساعد الجراحات الميكروسكوبية ومعه كلا من د0محمد صلاح ود. أحمد خالد ، ويتم إجراء الجراحة المطلوبة لها دون أن تتحمل مليما واحدا ـ شكرا لجامعة الزقازيق بكاملها ولأساتذة الطب بها الذين راعوا الله فى مرضاهم ولم تمت ضمائرهم كما حدث عند غيرهم الذين أصبحوا يتاجرون بمهنة الطب ، وليعرف الجميع الدور الحقيقى للمستشفيات الجامعية فى خدمة المجتمع وخدمة المرضى .

* شكرا للدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم الذى تفضل مشكورا بعد أن نشرت فى العدد الماضى أطالبه بأن يكون خطاب الوداع الرائع الذى ِالقاء المستشار الجليل عدلى منصور والذى تضمن توصيفا دقيقا للحالة المصرية فى السنوات الأخيرة ، وقدم فيه أيضا وصاياه للرئيس الجديد عبد الفتاح السيسى أن يكون ضمن مقرر مادة التربية الوطنية فى كل مراحل التعليم ـ قرر الوزير بالفعل فور صدور عدد أخبار اليوم السبت الماضى اضافة مقتطفات من خطاب الوداع للرئيس المؤقت عدلي منصور لكتاب المواطنة وحقوق الإنسان للصف الثاني الثانوي وأكد الوزير ان الخطاب يحمل الكثير من قيم المواطنة والولاء لذا تمت اضافة بعض فقراته للكتاب الذي تتم حاليا مراحل تحكيمه ومراجعته علميا وفنيا.

نشر في جريدة أخبار اليوم بتاريخ 14.06.2014