مجتمع

لماذا خلقنا الله مختلفين

كتبت زيزي غريب

✍️خلقنا الله مختلفين ?
الله سبحانه و تعالى لا يكتب الفشل على أحد :
{و أن ليس لللإنسان إلا ما سعى *
و ان سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى}.

للبشر ستة أنواع:
الأول :
نوع يعيش في الدنيا و لا يعرف ما الذي يريده ، ولا يعرف أهدافا يحققها … كل هدفه أن يوفر الطعام و الشراب على قدر الكفاف … و مع ذلك لا يكف عن الشكوى من ضيق العيش.

الثاني :
نوع يعرف ما الذي يريده ، و لكن لا يعرف كيف يصل اليه ، و ينتظر من يوجهه و يأخذ بيده ، وهذا النوع من الناس أكثر شقاء من الصنف الأول.

الثالث :
نوع يعرف غايته ويعرف وسائل تحقيقها ، ولكنه لا يثق في قدراته ، يبدأ خطوات لتحقيق شئ ولا يتمها ، يشتري كتابا ولا يقرؤه .. وهكذا دائما ، لا يبدأ في خطوات النجاح ، و ان بدأها لا يكملها .. و هذا النوع أكثر شقاء من النوعين السابقين.

الرابع :
يعرف ما الذي يريده، و يعرف كيف يصل اليه، واثق في قدراته .. الا انه يتأثر بالآخرين، فكلما انجز شيئا سمع لمن يقول له: هذا الاسلوب غير مفيد ، انما عليك أن تعيد هذا الامر بشكل آخر…

الخامس:
نوع يعرف ما الذي يريده، ويعرف كيف يصل اليه ، واثق في قدراته ، ولا يتأثر بآراء الآخرين الا ايجابيا، ويحقق النجاح المادي و العملي … الا انه بعد تحقيق النجاح يصيبه الفتور ، ويهمل التفكير الابداعي و مواصلة النجاح ..

السادس :
هذا النوع يعرف هدفه ، ويعرف وسائل تحقيقه ،ويثق فيما أعطاه الله سبحانه و تعالى من مواهب و قدرات ، و يسمع الآراء المختلفة فيزنها و يستفيد منها ، ولا يضعف أمام التحديات و العقبات ، وبعدما يبذل كل ما في وسعه ، و يأخذ بجميع الاسباب يعزم في طريقه متوكلا على الله سبحانه و تعالى ، و يحقق النجاح تلو النجاح ، و لا تقف همته عند حد ، متمثلا قول الشاعر:  و إني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تسطعه الأوائل

فإذا كان الواحد منا يريد النجاح، و لكنه يصحو من نومه متأخرا ، ويشكو دائما من ضياع الوقت و لا يعرف كيف ينظم وقته بشكل يجعله يستفيد من كل لحظاته ، إذا كان مع هذا كله يريد النجاح فكيف سيحققه ..سيفقد كل اسباب النجاح وبعد ذلك يرمي أعذاره على الحظوظ العمياء.

ان الأنواع الخمسة الأولى السابقة (من الأول الى الخامس) هم قتلى مساكين .. قتلهم العجز و الفتور و الكسل ، قتلهم التردد و عدم الثقة بالنفس ، قتلهم ضعف الهمة و الطموح القصير .. فاحذر هذه الآفات و كن من النوع السادس ،

لا تحاول أن تُغَيٍر من أحدهم حتى يلائمك ، ولا تُغَير من نفسك لتُلائم غيرك خُلقنا مختلفين لنتكامل وَلَيْس لنتناسخ. فالإختلاف جمال آخر !

كن وسطاً بين الاقتراب والإبتعاد ..
لا بعيداً تُنسى، ولا قريباً يُكتفى منك .. لا ثقيلاً يُستغنى عنك، ولا خفيفاً يُستهان بك ..
ابقَ متزناً معتدلاً .. ولا تكن مهتماً حد الإختناق، فالقفص مهما كان جميلاً، لا يلغي حنين الطير للحرية.

سوف يمضي بك الزمن وتعلّمكَ الأيام أن الحياة مليئة بما لا تتوقع ,وأنه عليكَ أن تكون على الدوام مُستعداً, وستدرك أن كل خسارة هينة مالم تخسر دينك ونفسك وأن أعظم استثمار هو ما تستثمِره في ذاتِك وطاعة ربك وأنك كلما كُنت مُمتلئاً بالطَيبات طابت لك الحَياة وجادت عليك بالخيرات ..!

الله لم يكتب الفشل علي أحد بل هو اختياركم ?

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى