حرب الإعلام المعاصرة

بقلم الكاتب الأسلامي رمضان البيه

لا يخفى على أحد مدى أهمية وخطورة دور الإعلام بصوره المتعددة، المرئي والمسموع والمقروء وماله من تأثير على العقل والفكر والوجدان ومدى قدرته على بناء أو هدم المجتمع، ومعلوم مدى أهميته في كل الأوقات وخاصة في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها مصرنا الحبيبة، بعدما تكاتف وتكالب دول الشر علينا وعلى أمتنا العربية والإسلامية.

ولا يخفى على أحد مدى خطورة المؤامرة، فالمؤامرة جد خطيرة والمخطط كبير والإمكانيات المطوعة لها ضخمة، وبالرغم من صمود مصر وشعبها الحر الأبي، بعد سقوط الكثير من الدول العربية في هاوية الصراعات والحروب والتشريد والضياع، والمشهد كما نرى مؤلما ومحزنا من حولنا، بلاد دمرت وشعوب تعاني من الشتات والفقر والجوع ومن فقدان الإحساس بالأمن والأمان، وما زالت مصرنا والحمد لله بحفظ الله تعالى وبفضل أبنائها المخلصين صامدة وستظل كذلك بإذن الله تعالى إلا أن الخطر ما زال قائما ومحدقا بنا.. هذا ولا يغيب عنا أن اللوب الصهيوني مسيطر على الإعلام العالمي وأنه يعمل منذ سنوات على طمس هويتنا العربية والقضاء على قيم وأخلاق ديننا الحنيف وذلك ببث سموم أفكارهم المريضة تحت مسمى الحريات الزائفة والترويج للشذوذ والعري والخلاعة ومخاطبة الغرائز والشهوات لدي النفوس وخاصة نفوس النشأ والشباب .هذا بجانب حرب الإشاعات والتشكيك في قيادتنا الحكيمة المخلصة الحرة التي تصدت وأوقفت مؤامرتهم الخبيثة المسماة بالربيع العربي .
من هنا تأتي أهمية دور الإعلام المصري الحر الوطني المخلص لمواجهة تلك المؤامرة الخسيسة وذلك المخطط الدنيء لإسقاط مصر وتركيعها وذلك، بدحض الشائعات المغرضة التي تعمل على بث روح اليأس في نفوس المصريين والتشكيك في القيادات والتقليل من شأن ًالإنجازات والمشاريع القومية الهائلة والتي تم بعضها في زمن قياسي ينظر إليه العالم على أنه معجزة بكل المقاييس.

فيجب على الإعلاميين أن يقفوا بكل ما أوتوا من قوة خلف قيادتهم الراشدة المخلصة الحكيمة، ويجب على كل إعلامي مخلص لدينه ووطنه أن يعمل على بث روح الامل والتفاؤل وأن ينقل الخبر بأمانة وصدق، وألا يزيف الحقائق، ولا يقلل من شأن الإنجازات، وألا يثير قضايا ليس من ورائها طائل سوى وقوع الناس في الشك والبلبلة والحيرة والشتات وإثباط الهمم في النفوس..وأن يعمل على محاربة الفساد والحفاظ على قيمنا وهويتنا العربية والإسلامية .

هذا والإعلام كفصيل في المجتمع شأنه كشأن أي فصيل فيه الأمناء المخلصين الذين ينتمون لمصر وترابها والحمد لله هم الكثرة ويوجد قلة قليلة ممن ابتاعوا أنفسهم وغابت ضمائرهم وعملوا على خدمة المؤامرة ومنهم من لا يدرك خطورة ما نحن فيه وما تمر به البلاد، ومنهم مرضى يسعون وراء الشهرة وما يسمى بالفرقعة الإعلامية.. و من هنا ولأجل ذلك يجب على الدولة والرقابة الإعلامية متابعة كل ما يعرض على وسائل الإعلام المختلفة وعدم السماح بعرض كل ما يخدم المخطط الأعلامي الصهيوني ومحاسبة من يقوم بذلك
وفي الختام أوجه رسالة إلى زملائى الإعلاميين أقول لهم فيها :
ياسادة نحن في حالة حرب، وليست حرب عادية، وانما هي حرب ضروس شرسة تكالب علينا فيها أهل الشر شرقا وغربا، والواجب علينا جميعا أن نقف في خندق واحد حتى نستطيع أن نواجهه، ونسقط هذه المؤامرة، ونفشل هذا المخطط العدواني الدنيء الذي يريد إسقاطنا وإضعافنا والقضاء على هويتنا العربية والقضاء على قيم وأخلاق ديننا الحنيف.

يا سادة.. أخلصوا وجهتكم لله وتذكروا أن أمانة الكلمة من أخطر الأمانات، وأن الإنتماء للوطن وحبه من الدين، ولنجعل ميثاق الشرف الإعلامي هو ضمائرنا وخشيتنا لله عزوجل..

وفقنا الله وإياكم إلى أداء الأمانة وجعلنا أهلا لها وإلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، حفظ الله مصرنا ووفقنا جميعا إلى ما يحبه ويرضاه، وتحيا مصر.