مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … من هنا يبدأ إصلاح الجامعات

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

عـنـدمـا طـرحـت قـبـل ذلــك أزمــة كليات الحقوق ـ كمثال للكليات التى تعانى من عجز شديد فى أعضاء هيئة التدريس بها، وأن هناك كليات بأكملها بدأت الدراسة بها وليس بها عضو هيئة تدريس واحد.

وأشـــرت إلــى أنــه سـيـكـون مــن الـصـعـب استكمال أعداد هيئة التدريس المطلوبة لهذه الكليات نظرا لقلة عدد الموجودين بالكليات القدمية لأن القائمين عليها لايريدون تعيين معيدين كثر بها حتى لايصبحوا بعد ذلك أعضاء هيئة تدريس وينافسون الموجودين بها من الأساتذة والأساتذة المساعدين فى الكتاب الجامعى أو البيض الذهبى الذى يتحصلون عليه كل عام من وراء ذلك .

وأشرت إلى أنه على عكس ذلك نجد تكدساً مقصوداً بكليات مثل الطب فى المقام الأول أو طب الأسنان أو الهندسة التى تمتلئ بأعضاء هيئة تدريس التى لايذهب منها سوى 20 % مـن المــدرسـيـن أمــا الأســاتــذة أو الأسـاتـذة المساعدون حيث لايدخل معظمهم كليته سوى مرة واحدة على الأكثر كل عام لانشغاله فى المستشفى الخاص أو العيادة الخاصة به ليل نهار، واقترحت أنه لكى نقدم على حل هذه المشكلة أن نطرح فكرة التعاقد المتغير بين كل كلية وبين عضو هيئة التدريس ولتكن مدة العقد خمس سنوات قابلة للتجديد، وأن يكون من حق الكلية الأستغناء عن عضو هيئة التدريس الذى أصبح فائضا عن حاجة الكلية، أو لايتفرغ للتدريس فيها لمدة ثلاث أو أربعة أيام فى الأسبوع، وأن يصل لدرجة مــدرس فـى عمر 40 سـنـة ويسعى للترقى لأستاذ مساعد حتى 50 سنة ولأستاذ حتى ماقبل الستين ـ فإذا تراخى فى أى مرحلة من هذه المراحل الثلاث ولم يقدم أبحاثا للترقية للدرجة الأعلى وبالتالى لايرقى نفسه ولايرتقى بأبحاثه ويلم بكل جديد ـ يكون من حق الكلية عدم التجديد له.

وأن يكون هناك إقــرار آخـر بـأن من حق الكلية كـل خـمـس سـنـوات إذا وجــدت أنـه هناك فائضا عـن حاجتها مـن أى نوعية من أعضاء هيئة التدريس، وأنها لم تعد فى حاجة إليه ـ أن تخيرهم مابين الانتقال إلى كليات آخرى بالأقاليم التى بها عجز فى تخصصات كل منهم، أو يتم الأستغناء عنه تماماً إذا رفض ذلك حفاظا على العيادة والمستشفى الخاصة به، وأن نفعل ذلك حتى لايتم تحميل ميزانية الكلية برواتب أعداد من أعضاء هيئة تدريس لم تعد الكلية فى حاجة إليهم أو أن بعضهم لايـأتـى إليها ولايربطه بها سوى أنه أستاذ فى كلية طب كذا على سبيل المثال، وطبعا هذه اللافتة لها ثمن بالنسبة له سيقاتل من أجلها بكل قوة حتى ولو ولم يكن قد دخل هذه الكلية طوال السنة ويضمن شهرياً تحويل راتبه على حسابه فى البنك وخالص.

أعتقد أننا لـو فعلنا ذلـك سيتم ضبط الأمـور بنسبة كبيرة بالجامعات، وسيعمل الجمـيـع عـلـى الـتـرقـى وتـطـويـر أبـحـاثـه وبـالـتـالـى سينعكس ذلــك عـلـى مستوى طالبه، ولانتيح لمن وصل إلى سن الستين الاستمرار فى الجامعة مادام لم يطور نفسه ولم يقدم أية ابحاث للترقية لدرجة أستاذ مساعد أو أستاذ واستمرأ هذا الوضع وظل يدرس مفاهيم قديمة عفا عنها الزمن فى تخصصه، والنتيجة طبعا معروفة مع طلاب لم يعرفوا أى شئ حديث فى تخصص هذا المدرس.

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى