تحقيقات وحوارات

ذكرياتي في حرب أكتوبر المجيدة

بقلم الكاتب الأسلامي رمضان البيه

( ذكرياتي في حرب أكتوبر المجيدة ) بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان وحرب أكتوبر المجيدة التي حطمت أحلام إسرائيل وقضت على توهم الجيش الإسرائيلي بأنه الجيش الذي لا يقهر.. أتذكر يوم أن تخرجت والتحقت بالجيش الثاني الميداني في أول شهر يوليو 1973 وإلتحقت بسلاح المهندسين.

وأتذكر حماستي لقتال العدو وكم كنت فخورا بالبدلة العسكرية والعلامة الميدانية للجيش الثاني. وأتذكر يوم ٥ أكتوبر واجتماع القائد بنا وإخبارنا بأننا سنقاتل وأصدر تعليماته لنا بشدة ميدان كاملة، وأمرنا أن نتحرك ليلا بعد آخر ضوء ونتوجه إلى الإسماعيلية.

التي كانت عبارة عن مباني مهدمة وشبه خرابة بعدما ضربها الصهاينة أثناءنكسة. ٦٧. حيث تم الاستعداد للحرب وعبور القناة عصر يوم السادس من أكتوبر بعد الضربة الجوية التي شلت القوات الإسرائيلية وأفقدته توازنه كما قال الشهيد الرئيس السادات رحمه الله تعالى..

وأتذكر يوم العبور العظيم وتكبيرات زملائي الأبطال التي كانت تزلزل الأرض وتدوي في الجو وتلقي الرعب في قلوب الصهاينة الملاعين. تلك التكبيرات والصيحات التي أربكت الجيش الصهيوني وافزعتهم وأماتتهم خوفا ورعبا..
وأتذكر بسالة المقاتل المصري وقوته وعزيمته وثباته على عقيدة أبناء القوات المسلحة المصرية الثابتة على مر العصور وهي.. ( إما النصر أو الشهادة ) ومدى تطلعه لتحرير الأرض والثأر ورد الإعتبار للجيش المصري الذي ظلم عام سبعة وستين ولم يحارب..

وأتذكر تلك الروح المعنوية والقتالية التي كان يتحلى بها كل أبطال ورجال جيشنا العظيم.. وأتذكر رفضنا الإفطار وحرصنا على الصيام ونحن نقاتل وعدم الأخذ بفتوى دار الأفتاء وقتها بالرخصة في الإفطار.. وأتذكر بكاءنا بعد عودة مجموعتي من العملية التي كنا مكلفين بها للاستعداد لعملية جديدة وأخذ قسط بسيط من الراحة والتزود بالذخيرة وتكليف مجموعة أخرى للقيام بالعمليات..

وأتذكر إلحاحنا على قائدنا في الإستمرار في العمليات دون أخذ راحة.. وأتذكر تلك السعادة والفرحة يوم أن عبرنا القناة ووطئت أقدامنا أرض سيناء الحبيبة.. وأتذكر بطولات وفدائية كل الزملاء ومدى حرصهم على الشهادة ومدى حرص وخوف كل منا على الآخر ولا فرق بيننا قائد وجندي ومسلم ومسيحي فكلنا أبناء مصر وجنودها وننتمي إليها..

وأتذكر.. بعض الزملاء المجندين الذين استمروا بالخدمة منذ حرب اليمن في سنة 64 وعاشوا نكسة سبعة وستين ومدى فرحتهم بالمشاركة في حرب رد الاعتبار وتصحيح المفهوم الخاطئ عن حقيقة الجندي والجيش المصري.

وأتذكر نزولي أول أجازه بعد وقف إطلاق النار وذلك الإستقبال الحار من جموع الشعب المصري، فقد كان بالأحضان والتهنئة والزغاريد والرقص ابتهاجا أمامنا وتقديم لنا الحلوى والمشروبات و كلامهم الجميل.. وسع للبطل وأهلا بالوحش.. أهلا بالبطل رديتم لنا كرامتنا ورفعتم رؤوسنا ربنا يحفظكم ويحميكم..

وأتذكر رفض سائق التاكسي الذي أخذته من رمسيس إلى منزلي رفضه أخذ الأجرة مع إلحاحي عليه وقوله.. ده شرف لي أن أوصلك يا بطل لقد رفعتم رؤوسنا ورديتم لمصر والعرب كرامتهم.. وأتذكر وأتذكر.. كلها ذكريات لا ولن تنسى فقد حفرت في الذاكرة..

وكم أحن إليها وأشتاق.. هذا وأعتقد أن إسرائيل لا ولن تنسى مرارة الهزيمة والإنكسار والقضاء على حلمهم المتوهم بدولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ذلك الحلم الذي تحطم على يد رجال جيش مصر الأبطال مرة عام 1973 وتحطم بعد ثورة 30 يونيه مرة أخرى..هذا ونحن الآن نخوض حربا أشد وأخطر من حرب أكتوبر المجيدة ضد قوى الشر التي تعمل ليل نهار لإسقاط مصرنا الحبيبة .ولكن هيهات .هيهات . لا ولن تسقط مصر المحروسة المحفوظة من الله تعالى بآل البيت الأطهار والصالحين رضي الله عنهم .وتحيا مصر..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى