إسلاميات

تقلدت وظائف عليا في الأزهر.. موقف الشريعة من تولى المرأة للمناصب

حظيت المرأة في عهد فضيلة الإمام الطيب شيخ الأزهر الشريف، بكل تقدير وتوقير واحترام واهتمام واعتراف بدورها الفاعل في نهضة المجتمع والرقي به، فكان قائدًا لمشروع البعث الأزهري الحضاري للمرأة.

الأزهر ودعمه لحقوق المرأة

 

وحرص فضيلة الإمام الأكبر على ضرورة استغلال طاقات المرأة واحترام حقوقها التي كفلها الإسلام لها قبل أن تعرفها المنظمات الحقوقية في العالم، وقد تجسد هذا الحرص في وثيقة الأزهر لحقوق المرأة تلك الوثيقة التي تضمنت سبعة محاور رئيسة والتي جعلت نساء العالم يغبطن المرأة المصرية، حيث قال منبر المرأة المصرية الليبية من أجل السلام “نحن نغبط المرأة المصرية لوجود مؤسسة دينية عريقة كالأزهر تمثل الدين الإسلامي الوسطي وتحمي حقوق المرأة من منظور الشريعة الإسلامية السمحاء دون تطرف أو شطط.

أسند شيخ الأزهر، الكثير من المهام والمسؤوليات الكبرى للمرأة في الأزهر الشريف، فقادت الكليات والمعاهد الأزهرية، ‏وتوسعت ‏أنشطة المرأة في الأزهر الشريف في مجال الدعوة داخل مصر وخارجها وهو ما لم يكن ‏معهودًا قبل ذَلِك فنرى المرأة الأزهرية الآن واعظة وداعية ومفتية.

المناصب القيادية للمرأة في الأزهر

 

‏كما ظهر العنصر النسائي، في أمور الفتوى والرد على فتاوى النساء، وشاركت في ‏المبادرات بين الأزهر وبين مؤسسات الدولة مثل وزارة الشباب ووزارة التربية والتعليم ‏ووزارة الثقافة والتضامن الاجتماعي ‏والداخلية فكان لها في كل هذه الوزارات دور بارز في الدعوة إلى الله ‏وترسيخ السلام والتسامح والأخلاق الكريمة ‏ومن هذه المبادرات لغتنا والحياة، الأخلاق الكريمة، الأزهر يجمعنا، الوطن من الإيمان، ‏عشها صح، الحياة الزوجية حقوق وواجبات‏.

وتذخر جامعة الأزهر بالعديد من عميدات الكليات المتميزات في قطاعات الطب والدراسات الإسلامية والإنسانية، وغير ذلك من بقية الكليات، إضافة إلى وجود العديد من الطالبات المتميزات والنماذج المضيئة التي رفعت راية جامعة الأزهر في جميع المنتديات المحلية والدولية.

كما كان للبنات نصيب للحصول على أول كلية على شهادة ضمان جودة التعليم على مستوى كليات جامعة الأزهر في عام 2014 وهي كلية طب البنات.

وشاركت المرأة في عهد الإمام الطيب في العديد من المؤتمرات داخل مصر وخارجها والعديد من القوافل الطبية والدعوية داخل مصر وخارجها.

ولأول مرة في تاريخ جامعة الأزهر عام 20121 ، تم انتخاب الدكتورة مهجة غالب أستاذ التفسير وعلوم القرآن كأول عميدة لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات، ليحسم الأمر وتفوز بأغلبية ساحقة على منافسيها وقد فازت ب111 صوتا مقابل 16 صوتا للدكتورة ماجدة كامل درويش رئيس قسم العقيدة والفلسفة وعشرة أصوات لمنافسها الآخر الدكتور جمال سيد محمود رئيس قسم الأدب والنقد بالكلية، وليست هذه هي المرة الأولى التي تتقلد فيها دكتورة منصب عميد كلية ولكن سبقتها الكثيرات وإنما هي المرة في التنصيب بالانتخاب.

وشاركت المرأة في الأزهر الشريف بشكل كبير في المجال العلمي فكانت عضو في لجان تطوير المناهج، ‏وحصلت المرأة في الأزهر الشريف على أكبر درجة علمية وهي درجة الأستاذية ‏ومن ثم تمت الاستعانة بها في ‏لجان الترقيات.

كما كلف شيخ الأزهر، الدكتورة إلهام محمد شاهين، بمنصب الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات، لتنطلق في رحلة جديدة مع الواعظات لنشر صحيح الدين والتغول بين أفراد المجتمع لتصحيح المفاهيم المغلوطة.

كما تولت المرأة عدة مناصب رائدة في جامعة الأزهر ؛ حيث توجد كليات كاملة مخصصة للبنات بجامعة الأزهر، ووجود 12 عميدة للكليات المختلفة، كذا 13 وكيلة بالإضافة إلى رؤساء الأقسام وغيرهن في المناصب القيادية.
 

شيخ الأزهر : الإسلام أنقذ المرأة

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الإسلام أنقذ المرأة بعد أن تآمرات عليها حضارات الدنيا.

وأكد شيخ الأزهر، في لقاء سابق له، أن المرأة كانت في الحضارات السابقة تعامل كأنها ليست إنسانًا أو شيئًا، مشيرًا إلى أن هناك ندوات عقدت في هذه الحضارت للإجابة عن سؤال «هل المرأة إنسان أم شيطان؟» ويتساءلون هل روحها إنسان أم روح شيطان، فجاء الإسلام وحررها وأعطاها حقوقًا صالحة للتطبيق في كل مكان وزمان.

وأشار الإمام الأكبر، إلى أن المسلمين الآن قصروا كثيرًا بعد عهد الرسول والخلافة الراشدة، في إبراز هذا التشريع الإسلامي الذي حتى الآن نفاخر به أنه لا يوجد في أي نظام آخر.

 

وأكد شيخ الأزهر، أن المرأةِ كان لها نصيبُ الأسد من مَكاسِبها؛ حيث دُرِست مُعظمُ قضاياها إمَّا بحُسبانِها فردًا مُستَقِلًّا، أو عُضوًا في الأسرة والمجتمع.

وأضاف ، أن من أوَّلِ هذه المكاسبِ موضوعُ” سفرِ المرأة”، ومعلومٌ أنَّ سفَرَها في تُراثِنا الفقهيِّ مشروطٌ -عندَ أغلبِ الفقهاءِ- بمُرافقةِ الزوجِ، أو أي مَحرَمٍ من مَحارِمها؛ لأنَّ سَفَرَ المرأةِ بمُفردِها في تلك العُصورِ-بدون مَحرَمٍ- كان أمرًا صادمًا للمُروءةِ والشرفِ، بل كان طعنًا في رُجولةِ أفرادِ الأسرةِ؛ نظرًا لما تتعرَّضُ له المرأةُ -آنذاك- من سَبْيٍ واختطافٍ واغتصابٍ، في الصحاري والفَيافي المُظلِمةِ ليلًا، وقد كان من عادةِ العربِ السَّفَرُ ليلًا، والكُمُونُ نهارًا، وحين قال النبيُّ ﷺ: “لاَ يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لَيْسَ مَعَهَا حُرْمَةٌ -أي مَحرَمٍ- فإنَّه، وهو النبيُّ العربيُّ الذي بُعِثَ ليُتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ، كان يَحمي حَقًّا أصيلًا للمرأةِ على أُسرتِها.

وبيَّن شيخ الأزهر ، أن من مَكاسِبِ المرأةِ أيضًا اتِّفاقُ علماءِ مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي على أنَّه يجوزُ لها شرعًا أن تتقلَّدَ الوظائفِ التي تُناسبها كافَّةَ بما فيها وظائفُ الدولةِ العليا ووظائفُ القضاءِ والإفتاءِ، وأنَّه لا يجوزُ الالتفافُ حولَ حقِّها هذا لمصادرتِه أو وضع العقبات أو التعقيدات الإداريَّةِ ممَّن يستكبرون أن تجلسَ المرأةُ إلى جوارهم، ويَحولُون بينَها وبينَ حقِّها المقرَّرِ لها شرعًا ودستورًا وقانونًا، وكلُّ محاولةٍ من هذا القَبِيلِ هي إثمٌ كبيرٌ، يَتَحمَّلُ صاحبُه عواقبَه يومَ القيامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى