مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … حتى لا تصبح كارثة جامعية

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

ما حدث فى نتيجة الثانوية العامة هذا العام وما تبعه فى تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد العليا بدأ يدق ناقوس الخطر بشدة وبصوت لا يمكن تجاهله لأنه ينبئ بحدوث كارثة تعليمية بمختلف الجامعات خاصة الأهلية والخاصة منها، وبدأت بوادرها هذا العام بعدما اتضح أن معظم الجامعات الخاصة الـ 26 لم تستوف سوى 50 % من الأعداد المحددة لها وفى مقدمتها كليات الطب والصيدلة والتى كانت بمثابة الدجاجة  التى تبيض ذهباً لهذه الجامعات حتى العام الماضى، وفى بعض الكليات الأخرى كالهندسة وصل عدد الملتحقين بها 4 طلاب فقط !!

حتى فى المعاهد العالية وخاصة الهندسية منها ما زال كثير منها بها أماكن مع أن وزارة التعليم العالى كانت قد خفضت الحد الأدنى للقبول بها لأول مرة هذا العام إلى 62 % فقط !! حتى الجامعات الأهلية الأربع لم تستوف هى الأخرى كل ما هو محدد لها من الطالب بعد عشرات المليارات من الجنيهات التى أنفقت عليها وتم تجهيزها على أعلى مستوى، وفى الـعـام الماضـى أيـضـا لـم تستوعب الجامعات الثلاث قبل انضمام جامعة المنصورة الأهلية هذا العام سوى 2200 طالب وطالبة معظمهم بكليات المجموعة الطبية، فهل نحن أدخلنا الجامعات الأهلية كمنافس للجامعات الخاصة أم مكمل للمنظومة التعليمية فى مصر ؟

وإذا كان الأمر كذلك هذا العام فماذا سيحدث خلال العام المقبل وما بعده عندما تنضم لهذه الجامعات 12 جامعة أهلية جديدة ستخرج من رحـم الجامعات الحكومية ومعظمها به كليات طب بشرى وطب أسنان وعلاج طبيعى وهـنـدسـة؟ ومــاذا سيكون مصير 8 جامعات خاصة أخرى جديدة حصلت على الترخيص وسـتـدخـل الخـدمـة خــلال العاميـن المقبلين ومعظمها بـه أيضا كليات طـب بشرى وطب أسنان وعلاج طبيعى وصيدلة وهندسة ؟

لــذا لابــد أن يـجـلـس كــل خــبــراء التعليم ومسئوليه من الآن لبحث هذه المشكلة المنذرة بالخطر والتى تهدد واقع الجامعات المصرية لأنه من الواضح أن التوسع كان غير مرشد وغير مدروس ولم ننتبه إلى أن أكثر من 60 % من طلاب الثانوية العامة يلتحقون حاليا بالقسم الأدبى ويهربون من الالتحاق بالقسم العلمى بشعبته علمى علوم ورياضة الذى يعتبر المغذى الرئيسى لهذه الجامعات الخاصة والأهلية ، وبالتالى يكون عدد الخريجين أقل لا يتماشى مع التوسع السريع فى إنشاء هذه الجامعات الأهلية وتزايد أعداد الجامعات الخاصة التى لابـد لها مـن الآن أن تعيد مراجعة رسومها بـعـد أن أصــاب مـعـظـمـهـم الـسـعـار فــى هـذا الشأن، وأرادوا أن يستردوا ما دفعوه فى إنشاء الجامعة فى أقل عدد من السنوات، والبدء فى جنى الأرباح الرهيبة من الرسوم الفلكية التى لا تتفق وتكلفة تعليم الطالب بها مما أدى إلى كارثة هذا العام بالنسبة لهم، وبدء هروب كثير من الطالب لجامعات روسيا وأوكرانيا بمصروفات أقـل فهل هـذا مـا كنا نـرجـوه من التوسع فى جامعاتنا الخاصة والأهلية ؟

أنا شخصياً مع زيادة عدد الجامعات فى مصر حتى نصل للمعدلات العالمية وهى جامعة لكل مليون مواطن لكن ليس بهذه الطريقة جامعات أهلية منافسة للجامعات الخاصة فيتراجع القبول فى الأثنين .. وجامعات أهلية تنشىء برامج لا يتقدم لها أحـد فيتوقف التدريس بها مثلما حـدث فى العام الماضى فى برامج الدراسات الإنسانية والأجتماعية .. وجامعات أهـلـيـة داخـــل جـامـعـات حـكـومـيـة مــع تـكـرار التخصصات الموجودة بالجامعات الحكومية، كما أن بعض هذه الجامعات الحكومية وصل عــدد الـكـلـيـات بـهـا مـثـل جـامـعـة بـنـى سويف إلى 36 كلية ولا يوجد فى بعضها حتى الآن عضو هيئة تدريس واحد بدرجة أستاذ وعدد طـلاب أقـل، ومـع ذلـك تسرع فى الدخول فى زفة إنشاء جامعة أهلية بها، ولا أعرف كيف سيكون مصيرها؟

أرجوكم ابدأوا فى دراسة هذه الأزمة الطاحنة ّ قبل أن تتفاقم، ومن لم يعجبه رأيى فليرد على وينفى صحة معلومة واحدة مما قلتها ..

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى