عرب وعالم

العالم يواجه دمارًا ماديًا وصحيًا بسبب حرائق الغابات .. تهديد لـ الزراعة والمحميات الطبيعية في إيطاليا.. مواد سامة في الهواء تؤثر على صحة الإنسان.. والأمم المتحدة تصدر تحذيرا خطيرا

لا تزال عدد من دول العالم أبرزها اليونان وتركيا وإيطاليا، تواجه حرائق الغابات المدمرة، والتي تأججت بسبب ارتفاع كبير غير موسمي في درجات الحرارة والرياح القوية، فأصبحت هذه البلدان تعيش أيامًا تشبه الجحيم على الأرض، ما جعل السلطات تطالب سكان المناطق المتضررة بالإجلاء من أماكنهم بعدما فقدت السيطرة على الوضع.

وواجهت قوات الإنقاذ في البلاد المتضررة ضغطا كبيرا بسبب الحرائق الهائلة التي خرجت عن نطاق السيطرة، وأدت إلى دمار واسع بالدول، والذي أصبح يخرج عن السيطرة ويؤثر بشكل كبير على البيئة والأخضر واليابس.

مركبات سامة

وحسب تقرير نشرته إذاعة “صوت أمريكا”، يحتوي دخان حرائق الغابات على مئات المركبات الكيميائية، ويمكن أن يكون الكثير منها ضارًا وسامًا بكميات كبيرة.

كما تشير الأبحاث العلمية المتزايدة إلى احتمال حدوث أضرار صحية طويلة المدى من استنشاق جزيئات صغيرة جدًا من الدخان، إذ تشمل هذه المشاكل الصحية طويلة الأمد انخفاض وظائف الرئة وضعف جهاز المناعة وارتفاع معدلات الإصابة بالأنفلونزا، أما المشكلات قصيرة المدى، فحسب الأطباء، إن الأشخاص الذين يستنشقون كميات كبيرة من الدخان، معرضون لدخول المستشفيات والموت.

تأثر جودة الهواء

كنتيجة لموجة الحرائق التي شهدتها أيضًا الولايات المتحدة الأمريكية في الأيام الماضية، صدرت تحذيرات بشأن جودة الهواء عبر الولايات الشرقية، بما في ذلك كونيتيكت وماريلاند.

وأكد خبراء بالأرصاد الجوية الأمريكية، لـ NPR ، إن الدخان المتصاعد في الغلاف الجوي في موقع الحرائق يكون محملًا بالجزئيات الصغيرة من المواد السامة والتي تؤثر بشكل كبير على جودة الهواء وتهدد صحة الإنسان.

تهديد للمحميات والزراعة

حذرت رابطة الزراعة في إيطاليا،من حجم الدمار الذي تسببه موجة الجفاف الحالية على قطاع الزراعة، وخاصة في الجزء الجنوبي من البلاد.

وحسب وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ”، تراجعت مساحات القمح بنسبة 10%، في حين توقع الخبراء تراجع إنتاج عدة فواكة مثل الخوخ والتوت بنسبة تصل إلى 50% في بعض الحالات، مقارنة بالعام العادي.

وأرجعت الرابطة هذه التغيرات في الطقس إلى تداعيات التغير المناخي.

كما تضررت محميات طبيعية مثل متنزه اسبرومونتي الوطني في كالامبريا بجنوب إيطاليا وباركو ديلا مادوني شرق العاصمة الصقلية باليرمو. وتعتبر الأضرار بالغة للغاية.

وقال جيامبيرو ساموري، رئيس اتحاد المنتزهات والمحميات الطبيعية، “إن المحميات الطبيعية أصبحت مجددا في قبضة الحرائق المدمرة”.

وطالب الاتحاد بوضع خطة لتحسين المراقبة ونظام الحماية من الحرائق في بيان صدر أمس السبت.

تحذير تقرير أممي

حذرت الأمم المتحدة اليوم، الاثنين، من أن النشاطات البشرية مسؤولة “بوضوح” عن الاحتباس الحراري، مؤكدة أن التأثير الضار للإنسانية على المناخ “حقيقة”.

ووفقا لشبكة “سكاي نيوز عربية”، أكدت لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة في تقريرها الذي قدمته عن الاحتباس الحراري أن بعض النتائج الناجمة عن الاحتباس الحراري مثل ارتفاع مستوى سطح البحر “لا يمكن التراجع عنها”.

وأضافت اللجنة أن ارتفاع مستوى سطح البحر وذوبان المساحات المتجمدة على الأرض نتائج غير قابلة للعكس قبل قرون أو آلاف السنين حتى لو كبحت البشرية تلوثها الكربوني.

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن قدرة المحيطات والغابات على امتصاص الكربون تتراجع.

ولفتت إلى أن ارتفاع درجة الحرارة العالمية يمكن أن يصل أو يتجاوز 1.5 درجة مئوية في الـ20 سنة المقبلة.

وأوضح علماء الأمم المتحدة أن السنوات الخمس الماضية كانت الأكثر حرارة على الإطلاق منذ عام 185، مشيرين إلى أن الوصول إلى هدف حصر الاحترار ب1,5 درجة مئوية سيتحقق قبل 10 سنوات مما كان متوقعا.

تغير مناخي “كارثي”

حذر وزير المناخ البريطاني من أن الوقت ينفد في العالم لوقف تغير المناخ “الكارثي” مع اندلاع حرائق الغابات في جنوب أوروبا، وأيضًا الفيضانات التي تضرب العالم، وفقًا لما ذكرته شبكة “إلـ بي سي”.

وقال ألوك شارما، وزير الدولة في حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: “إن العالم يجب أن يحد من ارتفاع درجات الحرارة بــ1.5 درجة مئوية”.

وذكر الوزير في مقابلة مع صحيفة “جارديان”، أن المحادثات يجب أن تمثل “اللحظة التي نحصل فيها على المتطلبات بالشكل الصحيح”.

وأضاف: “لا أعتقد أن الوقت قد انتهى، لكنني أعتقد أننا نقترب بشكل خطير من الوقت الذي قد ينفد فيه الحل”.

ولفت: “كل وقت ترتفع فيه درجة الحرارة يحدث فرقًا ولهذا السبب يتعين على الدول التحرك الآن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى