مقالات كبار الكتاب

صدمة نتائج “الثانوية العامة”

سطور جريئة

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

بـدأ الارتـبـاك يسود معظم أولـيـاء الأمـور وطلاب الثانوية العامة هذا العامقبل انتهاء الامتحانات وحتى الآن، وأصبح كل طالب لا يعرف ما هو المجموع المتوقع الذى سيحصل عليه بعد تطبيق نظام الاختيار المتعدد فى الأسـئـلـة، خاصة أن وزارة التربية والتعليم نجحت ولأول مرة ـ نعم ـ أقولها إنه لأول مرة ـ أن تضع امتحانات بها نسبة مـن الأسئلة فى حدود 10 ٪ تقيس قدرة الطالب المتميز مـثـلـمـا هــو مــوجــود فــى مــواصــفــات الــورقــة الامـتـحـانـيـة عـلـى مـسـتـوى الـعـالـم المـتـقـدم ـ وجـاءت بامتحانات تدفع الـطـلاب للتفكير وليس الإجابة بمعلومات محفوظة.

أقول هذا وأنا أيضاً فى حالة ترقب وتساؤل: هل بالفعل ستختفى المجاميع الفلكية التى كان معظم طلاب الثانوية العامة يحصلون عليها طوال السنوات الماضية والتى وصلت فى بعض السنوات إلى 100 ٪ ؟

وهل بالفعل سنجد هرم الدرجات معتدلاً وليس مختلاً مثل السنوات الماضية التى كنا نجـد مـا يـقـرب مـن 50 ٪ مـن إجـمـالـى طلاب الثانوية العامة قد حصلوا على 90 ٪ فأكثر؟

وهل ستكون نتيجة هذا العام صادمة بالفعل فى نسبة المجاميع الفلكية هذه التى ستجعل معظم الطلاب الجدد المنتقلين للسنة الثالثة ثانوى عام سيفكرون فى عدم الاعتماد على الدروس الخصوصية التى تركز على تحفيظ الطلاب المعلومات، وبعد أن وجدوا ً شكلا فى الامتحان يعتمد على التفكير والاستنباط والتحليل ثم الإجابة، وليس التحفيظ كما كان يتم فى الدروس الخصوصية؟

أقول هذا أيضاً بعد أن بدأ مدرسو الدروس الخصوصية مبكرا ـ وهم أكثر الفئات للأسف التى تهاجم النظام الجديد من الامتحانات الذى حدث هذا العام ـ بدأوا يغرون الطلاب الجدد، ليقوموا بالحجزلديهم لدروس العام المقبل، ويهددون أن من سيتأخرلن يجد مكاناً عندهم!!، ولهذا أؤكد أن هذه المعركة ستستمر بين مدرسى الــدروس الخصوصية والــوزارة، طالما أنها فشلت حتى الآن فى إعادة الطالب والمدرس إلى المدرسة بعد أن هجرها الطرفان مـن أجـل هـذه الــدروس الخصوصية المدمرة لـهـذه الأجـيـال وللعملية التعليمية، وبعد أن تم حرمان الطالب من أهم دور للمدرسة وهو التربية، والتثقيف، والتوجيه والتنشئة، ً وأخيرا التعليم.. ومن أجل هذا، الوزارة نفسها تسمى «وزارة التربية والتعليم».. إلا أن الدور التربوى لم يعد موجوداً فى العملية التعليمة، وهذا هو أخطر ما يواجهنا الآن، وأخطر ما يــواجــه المـجـتـمـع كـلـه بـسـبـب هــذه الــدروس الخصوصية الـتـى دمـرت كـل هـذه الأجـيـال، وأصـبـح التركيز فيها على كيفية تحصيل الـدرجـات فقط، ولهذا بدأنا نواجه بأجيال لاتـشـعـر بــأى انـتـمـاء لـهـذا الـبـلـد، وبـأجـيـال متنمرة وغـيـر سـويـة وذات تـصـرفـات عنيفة تؤكد أنه جيل «مش متربى» فى المدرسة.

لتكن نتيجة الثانوية العامة المتوقعة بداية الإصلاح، لكن لابد أن نفكر من الآن فى «كيف نعيد الطالب والمدرس للمدرسة مرة أخرى؟»

وأن نـضـع نـظـامـا وإجـــراءات تجـبـر الجميع على الحضور وممـارسـة العملية التعليمية بشكل حقيقى مثلما كانت قبل ذلك، ووقتها ستتلاشى الــدروس الخـصـوصـيـة بالتدريج ـ ويعود للتعليم وجهه الحقيقى فى بلدنا العزيز.

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى