سوشيال ميديا

مروة نايل … تقدم رواية “تايكوون“ عن “عصر مر “ لقصة صعود فتاة ليل في المجتمع

بوابة اليوم الأول

لا اقصد استخدام التورية في العنوان ، ولكن تاثير الرواية واضح في اختيار العنوان.. فالرواية التي اختارت بعض وليس كل المواضيع التي شكلت مصر من بداية السبعينات الي بداية العقد الثاني من القرن الجديد . استخدمت قالب بنيوي مليى بالتورية .بالرغم من تكرار القصة او الحدوتة – قصة صعود فتاة ليل في المجتمع – الا انها وارت وراء القصة عدة شخصيات كانت تمثل اعمدة رئيسية في المجتمع ظاهرهم الشرف ولكن لا يقلون عهرا عن فتاة الليل ..

من الاب الحلنجي سمسار كل شيء الى الزوج الذي تقوده زوجته صعودا الى فئة رجال الاعمال الذي امتلأت بهم السبعينات وطغوا فالتسعينات ثم انقلبوا على ولي نعمتهم في بداية القرن ..الى الشباب التائه الى رجال الدين اللاعبين بفتاويهم وعلاقاتهم الخارجية المشبوهة..هي كلها نماذج منظومة فساد كاملة من اعلاها الى ادناها..

هذا ما تحدثت عنه الرواية بالتورية تحت غطاء قصة فتاة الليل ..لم أجد فالرواية مشاعر ولا اسباب أفعالها ،ولم افهم لماذا اختارت ذلك الطريق . وهذا يعتبر عيب خطير في الرواية الا اذا اقتنعنا انها رواية عن عصر فاسد وليس فتاة فاسدة… من حيث البنية فاختيار شكل القصص القصيرة كتعبير عن الشخصيات الكثيرة في الرواية وربطها بالشخصية الاساسية كان موفق رغم عدم تشبع الشخصيات الاحاسيس التي افتقدها طول قراءتي للرواية فانا وجدت احداث ومواقف ، ووجدت تحليل لظروف مجتمعية واقتصادية ، ووجدت شخصيات مبينين بصورة مرضية ولكن لم اجد مشاعر ، وكأن الكاتبة تحكي عن ناس وليس مشاعر الناس .

رغم المواضيع المهمة التي حللتها الكاتبة بصورة بعيدة عن السطحية الا انها وقعت في فخ الرؤية الواحدة وقدمت رؤية واحدة لمواضيع صعب رؤيتها من نافذة واحدة . ومن ناحية الاسلوب والافاظ والتعبيرات توقعت ان تكون الفاظ الرواية ممجوجة او فاحشة ولكن للمرة الثانية ظني خاب . بإستثناء لفظ او لفظيين مستخدمين بصورة فنية فالرواية الا ان باقي الألفاظ مرتبطة بكل شخصية في الرواية بدون خلط . وهذا يحسب للكاتبة التي استخدمت لكل صوت لغتته ومفرداته مع اختفاظ البطلة بشخصيتها ومفرداتها بدون اباحية مفرطة .الا في جزء مرتبط بالعلاقات النسائية السحاقية التي تعمقت فيها بصورة ظهرت وكانها تقدم للجتمع مفردات هذا العالم ..وهو سلاح ذو حدين ..

حد الاباحية وحد المعرفة . وانا اظن كقاريء لن يصادفني هذا المجتمع استفيد حتما بمعرفته حتى وان لم استفيد . فالنهاية الرواية تستاهل القراءة وان صبرنا على الجزء المرتبط بتقديم البطلة لنفسها… بصراحة انا استغربت انها المحاولة الاولى للكاتبة .. والتي تعلق في كل مكان ” اعقلوا وبلاش ذكورية انا مش فاتن” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى