سوشيال ميديا

في جناح مؤسسة دار “اليوم الأول” للنشر والتوزيع مقابلة مع الكتاب الناشئين

كتبت فريدة علي أحمد

على هامش استعدادات دور النشر المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب ، التقينا بالأستاذ جودة عبد الصادق، مؤسس “دار اليوم الأول للنشر والتوزيع”، وسألناه عن الجديد الذي تشارك به الدار في معرض هذا العام؟

أستاذ جودة: تحاول “مؤسسة دار اليوم الأول للنشر والتوزيع” أن تكون لها إصداراتها المتميزة في سوق النشر العربي، من خلال تقديم مجموعة من الأقلام الأكاديمية العلمية المتخصصة، في موضوعات جديدة تضيف لعالم الكتابة العربية، وقد فتحت المؤسسة هذا العام أبوابها لمجموعة من الناشئين لإصدار كتبهم الأولى من خلال الدار، ضمن مبادرتها لإصدار الكتاب الأول للكتاب الناشئين والتي أعلنت عنها في شهر إبريل عام 2020.

لكن صناعة النشر تعاني من اضطراب كبير خاصة مع ظروف كورونا والضغوط الاقتصادية على الأسر المتوسطة التي تمثل جمهور الكتاب. فهل ترون أن هذا التوقيت مناسب لطرح مثل هذه المبادرة، واستقطاب أقلام جديدة لعالم النشر؟
الحضارة البشرية لا تتوقف أبدا حتى في عصور الأوبئة، والعقل البشري قادر على الإبداع دائما، وقد تكون ظروف كورونا دافعا لتنشيط صناعة النشر من خلال الحاجة لملء أوقات الفراغ الطويلة التي يقضيها الإنسان في ظل حظر الحركة، وتقليل مرات الخروج الأسبوعية. كما أن الأقلام الشابة قد تكون إضافة جديدة يحتاج إليها عالم النشر وصناعة الكتاب خاصة في مثل هذه الظروف.

س: وهل تقدم عدد من الكتاب الناشئين للنشر في المؤسسة؟
بالتأكيد، هناك أعمال كثيرة قدمت للدار، وتم اختيار بعض منها من خلال لجنة علمية متخصصة من أساتذة الجامعات ورجال التربية في مصر، وقد قامت الدار بالمعاونة في الإخراج الفني للكتب المختارة، وستجدون هذه الأعمال ضمن مشاركات مؤسسة اليوم الأول في معرض هذا العام. وهناك مجموعة أخرى في طريقها للطباعة قريبا إن شاء الله.

هل يمكن أن تعرفنا ببعض هؤلاء الكتاب الناشئين الذين تنشر الدار أعمالهم الأولى؟
هم موجودون معنا الآن، فقد جاءوا لمشاهدة أعمالهم مطبوعة، والمساعدة في وضعها على أرفف المعرض.

هل يمكننا أن نجرى مقابلة معهم لنتعرف على هذا الجيل الجديد من كتاب مصر والعالم العربي؟
بالتأكيد: يسعدنا ذلك.

كريم محمود
هل يمكن أن تعرف القراء بنفسك؟
كريم محمود فؤاد طالب بالصف الثالث الإعدادي بمعهد الإمام سيد طنطاوي الأزهري النموذجي بالقاهرة الجديدة.

متى بدأت الكتابة؟
الحقيقة أنا بدأت الكتابة مع قراءة الإعلان عن مبادرة مؤسسة اليوم الأول للنشر والتوزيع، وأنها ستقوم بطبع ونشر كتب الناشين، ففكرت في أن أخوض تجربة الكتابة؟

وما اسم العمل الذي شاركت به في المبادرة؟
لقد تقدمت بأكثر من كتاب، وقد أكرمتنى الدار باختيار عدد من العناوين التي تقدمت بها، مثل: “السيد عصفور”، و”الطاحونة المسكونة”، و”حورية البحر والقلعة الغامضة”، و”الغزال ذو القرون والحوافر الذهبية”، و”نعمان الخياط وبائعة الكلمات”.

هذا عدد كبير للمشاركة في المبادرة، فكيف وصلت إلى أفكار كل هذه القصص ؟
من القراءة، فقد أهداني أبي مجموعة كبيرة من قصص التراث العالمي، وكنت أقوم بحكاية هذه القصص إلى الأطفال في أسرتي، وإلى زملائي في المدرسة والنادي، وشيئا فشيئا تحولت أحداث ونصوص الحكايات إلى أشكال جديدة لتناسب ذوق زملائي، وأردت أن أسجل هذه التحولات حتى لا تسقط من الذاكرة، وكانت مبادرة اليوم الأول فرصة طيبة لتسجيلها.

هل لكم هوايات خارج القراءة والكتابة؟
كريم محمود: هوايتي السباحة والقراءة و التعرف على اللغات المختلفة وفي المستقبل أخطط لدراسة هذه اللغات، فأنا أحب التعرف على لغات العالم، وأتمنى أن أجيد أكثر من لغة، وأحلم أن أزور دول العالم المختلفة، فالعالم كبير حقا، وأحتاج إلى التعرف عليه.

لقد شاركت بعدد من الكتب وليس كتابا واحدا، فهل تنوي احتراف الكتابة كمهنة في المستقبل؟
لا أظن ذلك، فأنا أحب أن تظل القراءة والكتابة هواية أمارسها وقت الفراغ للمتعة والتسلية، لكن تحولها إلى عمل يومي سيجعلها صعبة، وسيشكل البحث عن أفكار جديدة وصياغتها في شكل قصصي ضغطا كبيرا على العقل.

ألا ترى لنفسك مستقبل في عالم الكتابة؟
لم أقل هذا، بل قلت فقط أنني لا أريد أن أكون كاتبا محترفا، وأكتفي أن أكون كاتبا هاويا، وللعلم قد يقوم الكاتب الهاوي بأشياء لا يستيطعها الكاتب المحترف.

مثل ماذا؟ هل تستطيع أن تعطني مثالا؟
هناك مجالات كثيرة للكتابة لم تخرج إلى النور بعد، مثل المزج بين الفنون، فأنا أتمنى أن ترتبط فن الكتابة القصصية باللوحات الفنية العالمية، وأعتقد أن وراء كل لوحة فنية قصة كان يجب أن تسجل، وإن لم يسجل التاريخ لنا قصص هذه اللوحات، فيمكننا أن نتخيلها، وأن نصوغها في شكل قصصي، ولكن المشكلة تحتاج إلى وقت طويل للتخصص في الفن، واختيار اللوحات التي تصلح للكتابة حولها، وتحويل ألوان الرسم إلى كلمات القصة

عبد الرحمن حسين
هل يمكن أن تعرف القراء بنفسك؟
عبد الرحمن حسين، طالب بالصف الثالث الإعدادي بمعهد كليلة الأزهري النموذجي

وكيف عرفت عن مبادرة الكتاب الأول لمؤسسة اليوم الأول للنشر والتوزيع؟
عرفت عنه من خلال زملائي في المعهد، فقد كانوا يتحدثون عنه، فأحببت المشاركة، وحصلت منهم على إيميل الدار.

وما عنوان الكتاب الذي شاركت به في هذه المبادرة؟
أنا أرسلت على إيميل الدار مجموعة من الأعمال لتختار الدار من بينها ما تراه مناسبا، لكنني وجدت أنها اختارت أكثر من عمل. فهناك قصة: “الأميرة الصامتة”، و”الزير العجيب”، و”النسر الخشبي”، و”السمكة العجيبة”، و”الدواء السحري”.

أشعر أن بعض كتاباتكم متأثرة بروح كتاب “ألف ليلة وليلة” وما به من سحر وخيال، فهل إحساسي هذا صحيح؟
السحر والخيال ليس حكرا على قصص “ألف ليلة وليلة” فقط، فالأدب مرتبط بالخيال دائما، وهناك تراث كبير من القصص يكثر فيه السحر والخيال، عندك حكايات الأخوين جرم على سبيل المثال، لكن المهم أن نقدم السحر والخيال بما يتناسب مع العقيدة والقيم الأخلاقية والذوق العربي.

هل لكم هوايات خارج القراءة والكتابة؟
عبد الرحمن حسين: أنا أحب الرياضة كثيرا، وخاصة لعبة كرة القدم، وكثيرا ما ألتقي بأصدقائي للعب الكرة في النادي القريب من المنزل، كما أحب السباحة

ماذا تتوقع في المستقبل؟
أتوقع أن تظهر أشكال جديدة للكتابة، وألا يقتصر على الكلمات المطبوعة على الورق، وأن تكون المطبوعات الرقمية هي الأساس في الحياة الثقافية، وأن تمتزج فيها الحركة والصوت مع الكلمة.

مروان جمال
هل يمكن أن تعرف القراء بنفسك؟
مروان محمد جمال الدين طالب بكلية الآداب جامعة القاهرة.

وما عنوان الكتاب الذي شاركت به في هذه المبادرة؟
أنا تقدمت إلى الدار بسلسلة كاملة بعنوان” من قصص القرآن”، وستجد بعض الأعمال مطبوعة أمامكم هنا مثل: “أصحاب الأخدود”، “أصحاب الجنة”، “أصحاب الجنتين”، “هدهد سليمان”، “وقالت نملة”.

هناك في سوق النشر العديد من السلاسل التي تدور حول القصص القرآني. فما هو الجديد الذي دفعك لإعادة تقديم هذه القصص؟

القرآن الكريم ذو عطاء متجدد، وزاده لا ينفد، ويحتاج إلى العودة إليه مرارا وتقديمه أكثر من مرة، وقد حرصت في هذه السلسلة أن أقدم القصة من مصدرها القرآني فقط، وأن أبتعد قدر الإمكان عن الإسرائليات التي قد تشوب المصادر الأخرى، وأن أركز على جانب العظة فيها، دون التوقف عند التفاصيل التي قد تخرج القصة عن هدفها الأساسي.

هل لكم هوايات خارج القراءة والكتابة؟
مروان جمال: أنا أعشق القراءة، فالقراءة باب على عقول الآخرين، وأنت تستطيع من خلال الكتاب أن تدخل في عقل كل مفكر وكاتب ومبدع لتحصل على تجربة حياته، وخلاصة تجاربه.

رنا هاني
هل يمكن أن تعرفي القراء بنفسك؟
رنا هاني طالبة بالصف الثالث الإعدادي بمعهد الإمام سيد طنطاوي الأزهري النموذجي بالقاهرة الجديدة.

عمَّ تدور كتاباتك التي شاركت بها في المعرض؟
تدور حول قضايا نبذ العنف، و تخدم كتاباتي قضايا التعايش بين الأفراد والمجتمعات والتعاون فيما بينهم.

هل نتوقع أن نجد هذه الموضوعات في القصص التي شاركت بها في المعرض هذا العام؟
أظن ذلك، فقصصى مثل “مختلفون ولكن”، و”اسم جديد”، و”اللغات الثلاثة” كلها تؤكد على ضرورة التعايش مع الاختلاف، وتقبله، لأن الاختلاف مصدر تنوع وقوة، وليس سبيلا إلى الضعف والنزاع كما قد يعتقد البعض.

هل لكم هوايات خارج القراءة والكتابة؟
رنا هاني: أحب الخروج وأهتم بالملابس، وأعشق أن ألتقي بصديقاتي لنتحدث ونخرج معا.كما أننى العب كرة السلة وأمارس السباحة

منة الله حسين:
ما أهم القضايا التي تشغل بالكم وتودون الكتابة عنها؟
منة الله حسين: أظن أن الحفاظ على النيل وتنمية مواردنا المائية له الأولوية في هذه المرحلة، ونحتاج إلى كتابات تعرف بقضايا النيل وضرورة التعاون بين أبنائه للحفاظ عليه، وتنميته ومن كتاباتى “اللقاء العظيم ” ” الشجرة التى غيرت عاداتها ” ” الشجرة السحرية”.

أظن أن قصتكم “اللقاء العظيم” تدور حول هذا المعنى
نعم تستطيع أن تقول هذا القول، فهي قصة رمزية تهدف إلى تأكيد مبدأ التعاون بدلا من الصراع، ففي الصراع الجميع خاسر، وفي التعاون الجميع رابح. وأتمنى أن يكون هذا المعنى قد وصل للقارئ.

وما هي أمنياتك للمستقبل؟
أتمنى أن نكون أكثر انتباها لقضايا البيئة والمستقبل، مثل الحفاظ على البيئة وتدوير المخلفات، ومواجهة الاحتباس الحراري

آية أمين
هل يمكن أن تعرفي القراء بنفسك؟
آية أمين طالبة بالصف الثاني الثانوي، بالمعهد الكويتي الأزهري النموذجي.

هل لكم هوايات خارج القراءة والكتابة؟
آية أمين: أحب الخروج مع أسرتي ، وأتمنى أن أتعلم قيادة السيارات قريبا إن شاء الله.

نتحدث عن الكتب التي شاركتم بها في معرض هذا العام؟
اللهم لك الحمد، أشارك هذا العام بقصتين: “الغزالة الغاضبة”، و”سالم وسلمان”.

ما شعوركم وأنتم تزورون معرض القاهرة الدولي؟
زرنا معرض القاهرة الدولي قبل ذلك عدة مرات، ولكن كنا نزوره كقراء، باحثين عن الكتب التي نشتريها، أما هذه المرة فنزوره كمؤلفين وليس كقراء فقط.

منار محمود
هل يمكن أن تعرفي القراء بنفسك؟
منار محمود طالبة بالصف الثاني الثانوي بمعهد الإمام سيد طنطاوي الأزهري النموذجي بالقاهرة الجديدة.

وما عنوان مشاركتك في المعرض هذا العام؟
الحمد لله، عندي مجموعة من القصص، وليس قصة واحدة، فعندي “رحلة ميمون”، و”الديك يقظان”، و”الفأس الحجري”، و”الزمن المسحور”، و”الأميرة الساحرة”، و”بين عالمين”، و”نافورة الأمنيات”.

أظن أن السحر والخيال لهما نصيب الأسد في كتاباتك. أهذا صحيح؟
صحيح فعلا فعالم السحر هو العالم الذي يهرب الإنسان فيه من الواقع المفروض عليه، ويعيش في عالم من صنعه هو، عالم يستطيع أن يحقق فيه أحلامه وأماله وطموحاته، لكن المهم أن تربط هذا العالم الخيالي بالواقع لتكون القصة دافعا لحياة أفضل.

هل لكم هوايات خارج القراءة والكتابة؟
منار محمود: أحب النظام والترتيب ومتابعة الجديد في الملابس واختيار الألوان والأشكال المناسبة، فأنا أحب الأشياء الجميلة، وأتمنى أن يكون الجمال في كل شيء حولي.

وماذا تتمنين في المستقبل؟
أتمنى أن تعيش أسرتي وأصدقائي وجميع من أعرف والعالم أجمع في سلام وسعادة، وأن يتمتع الجميع بصحة جيدة، فالصحة نعمة غالية يجب المحافظة عليها، وأنا أرى أثناء زيارتي لعيادة أمي كثيرا من المرضى، وأرى حجم المعاناة التي يعانون منها، والفرح الذي يظهر على وجوههم بعد الشفاء، إنها تجربة إنسانية كبيرة، تكشف مدى الضعف الإنساني، وعدم إدراك بعض الناس لقيمة الصحة، وضرورة المحافظة عليها، والإسراع للطبيب المتخصص للعلاج.

وماذا عن توقعاتك وأحلامك بالنسبة للكتابة؟
منار محمود: أظن أن جائحة كورونا ستكون موضوعا لكتابات كثيرة في الفترة القادمة، وأن كثيرا من الكتاب سيتناولونها في مؤلفاتهم من نواحي مختلفة، وأنا أتمنى أن أكتب عن تأثير جائحة كورونا على الحياة الأسرية خاصة في المنطقة العربية، وأن أنبه الناس إلى قيمة الحياة، وأن سنوات العمر فرصة غالية يجب اغتنامها والإفادة بها.

أغلبكم من طلاب الأزهر الشريف، وفي سنوات مختلفة، فهل أثرت دراستكم بالأزهر في تنمية حبكم للكتابة؟
بالتأكيد، فالأزهر معقل الثقافة العربية، وهو يهتم كثيرا باللغة وفنون الكتابة، ومهارات التعبير، والمعلمون في الأزهر خاصة معلمي اللغة العربية أغلبهم من الشعراء والكتاب، وهو ما يظهر في طريقة شرحهم للدروس، وينتقل منهم بالضرورة إلى الطلاب.

هل دراستكم بالأزهر الشريف هي ما دفعتكم للكتابة؟
ليس تماما، فالدراسة بالأزهر تنمي حب اللغة العربية وتمكن الطالب من امتلاك أدوات التعبير، لكن للأسرة دور في تنمية الهوايات، لكن أظن أن الدافع الأكبر لكتابة فهو جائحة كورونا وما صاحبها من حظر لبعض الفترات، وغلق النوادي ومنع الخروج، مما أدي إلى إصابة العالم كله بالجمود والتوقف، فكان على الإنسان أن يجد مخرجا من هذا الجمود المكاني من خلال انفتاح العقل ورحابة التفكير.

هل تشعر أن كورونا قد أثرت إيجابيا على العالم؟
لا أظن ذلك، فهناك العديد من الناس فقدوا أحبتهم جراء هذه الجائحة، كما هناك الكثيرون الذين عانوا صحيا منها، لكن لكل شيء جانب سلبي وآخر إيجابي، وأظن أن هناك تغييرا متوقعا في شكل الدراسة والامتحانات والعمل، وهناك تشديد على الإجراءات الوقائية، واهتمام أكثر بالطب وصحة الإنسان، وربما نجد تعاونا دوليا أكثر، فعالم ما بعد كورونا يختلف بالتأكيد عن عالم ما قبل كورونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى