مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … “ثانوية عامة نصف الكترونية”

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

أصبح فى حكم المؤكد أن طلاب الثانوية العامة لن يمتحنوا هذا العام «ألكترونيا» كما كـان مـقـررا مـن قبل فيما أطلق عليه بـ«الثانوية العامة الالكترونية» من خلال بـث الامـتـحـانـات مـركـزيـا مـن الـــوزارة على الشبكة العنكبوتية عـلـى أجـهـزة التابلت الـتـى فـى حــوزة الـطـلاب فـى وقــت واحــد ـ وأن يـجـيـب الـطـلاب الـكـتـرونـيـا عـلـى هـذه الأجهزة ويرسلوا إجاباتهم الكترونيا ليتم تصحيحها الكترونيا.

واجـهـت وزارة التربية والتعليم مخاطر عـــدة فـــى تـنـفـيـذ ذلــــك، وكــــان أخــطــرهــا الـتـخـوف مـن سـقـوط «السيستم» وخـروج بعض المـدارس من الخدمة قبل أو أثناء أو بعد الامتحان خاصة القرى والنجوع، وهنا ستكون الكارثة لو حدثت حتى فى مدرسة واحــدة لأن هـذه الامتحانات يتحدد فيها مستقبل الطالب فى دخول الجامعة ٠

وحـفـظـا لمــاء وجــه الـــوزارة بـــدأت تـطـرح فـكـرة « الـبـابـل شـيـت « الـورقـى كـمـسـاعـد إضــافــى فــى حــالــة ســقــوط «الـسـيـسـتـم»، وصـرحـت بــأن الـطـالـب مـخـيـر بــأن يختار أى مـن الوسيلتين فـى الإجـابـة «التابلت» أو «البابل شيت» أو الإثنين معا.. ثم عادت وقررت أن يتم بث الامتحانات على «سيرفر» كــل مــدرســة ثـانـويـة بـهـا لجــان امـتـحـانـات قبل موعد الامتحانات بساعات، وحفظه بـــ«الــســيــرفــر» بــرقــم ســـرى حــتــى مــوعـد الإمتحان، وفى هذه الحالة لن نعتمد على الشبكة العنكبوتية لوزارة الاتصالات أثناء الامتحان، أو البث الألكترونى أساسا لأن المدرسة هنا ستتحول إلى دائـرة الكترونية مغلقة سيتم بـث الامـتـحـانـات فـى لجانها من خلال «سيرفر» المدرسة.

ثـــم عــــادت الـــوزارة لـــتـــقـــر مـــؤخـــرا أن الإجابة فى «البابل شيت» الورقى أصبحت «وجوبية» بعد تسليم الأسئلة ورقيا على الطلاب، ومن لم يسلم إجابته فى «البابل شـيـت» الـورقـى سـيـكـون راســبــا، ولــن يعتد فى هـذه الحالة بإجابة الطالب الكترونيا على التابلت إذا اقتصر عليها، ولـن ينظر إلـى إجـابـات التابلت التى لم تعد إلزامية عـلـى الـطـالـب إلا فـى حـالـة وجــود أى لبث فـى تصحيح أى سـؤال غير واضـح إجابته على «البابل شـيـت»!! وبذلك أصبح تعبير «ثــانــويــة عـامـة الـكـتـرونـيـة» «بـح خــلاص» لعدم جاهزيتنا التامة لإجرائها بالصورة التى أعلن عنها وزير التربية والتعليم.

ولذلك أطالب د. طارق شوقى أنه ما دام الأمر كذلك فلا داعى لدخول التابلت مع الطلاب وأن يركزوا فى الإجابة فقط على «الـبـابـل شـيـت» الـذى سيتم تصحيحه هو فقط «الكترونيا» عن طريق «أجهزة الماسح الـضـوئـى» الـتـى سـتـقـرأ تـسـويـدات الـطـلاب على ورق «البابل شيت» عند إجابتهم على كل سـؤال وتعطى الـدرجـة التى يستحقها الطالب عليها ـ أى لن يكون هناك تدخل بشرى فى التصحيح، ولـن يكون هناك أى تقدير جزافى لـدرجـات أى سـؤال، وأعتقد أن الــنــجــاح فــى هـــذه الــتــجــربــة سـيـكـون مضمونا، وسيحصل كـل طالب على حقه مــن الــدرجــات بـدقـة مـنـتـهـيـة، ولــذلــك لن نجد هذا العام أى تظلمات لطلاب الثانوية العامة بعد إعـلان النتيجة فى درجاتهم لأنها ستكون صحيحة ١٠٠.

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى