مجتمع

الحكمة ضالة المؤمن

بقلم الكاتب الأسلامي رمضان البيه

يقول تعالى( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خير كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب ).. ويقول عليه الصلاة والسلام ( الحكمة ضالة المؤمن) والحكمة هي أحكام الشئ واتقانه ووضع كل شئ في نصابه وهي عطاء رباني ومنحة الهية فهي لا تباع ولا تشتري ولا تكتسب وبها تزال حجب الغفلة وتشرق انوار المعرفة وهي دواء القلوب وترياقها من سموم الجهل والغفلة وبها ينطق اهلها بالمواعظ الطيبة والوصايا الكريمة الفاضلة ..وبالموعظة الطيبة الحسنة تلين القلوب وترق وتتهذب النفوس وتفق من سكر الغفلة وغلبة الأهواء ويتحرك فيها دواعي الخير والحنين الي الرجوع الي علام الغيوب سبحانه وتخشع لذكره تعالى ..

وبالوصية يكن النصح والتبصير والإرشاد والتنوير والتبصير وما احوجنا الي ذلك الخير لعلنا نفيق من غفلتنا التي طالت وتصحو فينا همة الاقبال على الله تعالى فتكون لنا السلامة في الدنيا والفوز والنجاة في الآخرة والفت نظر عزيزي القارئ إلي أن التراث الإسلامي مليئ وحافل بأنوار الحكم والمعرفة وأني من خلال هذا المقال سوف أذكر بعض الحكم والوصايا التي نطق بها سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول : اكيس الكياسة التقوي واحمق الحمق الفجور واصدق الصدق الامانة واكذب الكذب الخيانة ، أن العبد إذا داخله العجب بشئ من زينة الدنيا مقته الله حتي يفارق تلك الزينة …

وقال رضي الله عنه لا خير في قول لايراد به وجه الله ولا في مال لاينفق منه في سبيل الله ولا فيمن يغلب جهله حلمه ولا فيمن لا يخاف في الله تعالى لومة لائم…..

وقال :وجدنا الكرم في التقوي والغني في اليقين والشرف في التواضع ومن مقت نفسه في ذات الله امنه الله من مقته … وقال: اياكم والتعالي والفخر ومافخر من خلق من تراب ثم اليه يعود ثم يأكله الدود……

وقال في احدي خطبه : يا معشر المسلمين إستحوا من الله عز وجل فوالذي نفسي بيده إني اظل حين اذهب الي الغائط( أي موضع قضاء الحاجه في الخلاء ) مقنعا بثوب استحياء من الله عز وجل….

وخطب في الناس يوما مذكرَا لهم بحال من سبق من الناس وما صاروا إليه( أين الوضاءة الحسنة وجوههم المعجبون بشبابهم. اين الملوك الذين بنوا المدائن والقصور وحصنوها بالحيطان؟ اين الذين يعطون الغلبة في مواطن الحرب؟ قد تضعضع بهم الدهر فأصبحوا في ظلمات القبور……

وقال رضي الله عنه لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما اوصي بخلافته: ياعمر.. اتقي الله واعلم أن لله عزوجل عملا بالنهار لا يقبله بالليل وعملا بالليل لايقبله بالنهار وانه تعالي لايقبل نافلة حتي تؤدي الفريضة. وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم وحق لميزلن يوضع فيه الحق غدا إن يكون ثقيلا وانما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم وحق لميزان يوضع فيه الباطل غدا أن يكون خفيفا…..

وأن الله تعالى ذكر اهل الجنة بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئاتهم فإذا ذكرتهم قل لنفسك ( إني لأخاف ألا الحق بهم ) ..هذا والحكمة تأتي فضلا من الله عز وجل على أثر إستقامة العبد وإخلاص وجهته لله والإجتهاد في ذكره سبحانه ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى