تقارير

خواطر حول البسملة

بقلم الكاتب الأسلامي رمضان البيه

خواطري حول آيات القرآن الكريم..المقال الأول عن البسملة.. بسم الله الرحمن الرحيم..عزمت بعون الله تعالى على كتابة خواطري وتأملاتي لآيات كتاب الله تعالى الكريم والله تعالى الموفق والمستعان ولنبدأ بالبسمله

بسم الله الرحمن الرحيم..هي الآية والكلمة التي إستفتح بها وإستهل بها الحق سبحانه وتعالى خطابه وكلامه إلى عباده وخلقه حتى يبعث في أنفسهم الطمئنينة وعدم القنوط واليأس من رحمته عز وجل مهما تعاظمت الذنوب ومهما كان جرمهم.

وفي هذه الآية الكريمة أشار عز وجل إلى إسمين من أسماؤه وهما الرحمن والرحيم وجمع فيهما صفتين من صفاته وهما صفةالرحمانية وصفة الرحيمة .وصفة الرحمانية هي صفة عامة شمل بها سبحانه و تعالى جميع خلقه وهي الصفة الملازمة لكل صفاته عز وجل بما في ذلك صفات الجلال والقهر فهو تعالى رحمان في جبروته بالمستضعفين والذين عانوا من ظلم وتجبر وبطش الجبابرة والظلمة الذين تجبروا وبطشوا وظلموا وقهروا العباد .ولقد كان من رحمته تعالى بالعباد أنه تعالى كتب على نفسه الرحمة حيث يقول سبحانه..كتب ربكم على نفسه الرحمة..

ويقول سبحانه..ورحمتي وسعت كل شيء..هذا ومظاهر الرحمة الإلهية لها صور ومظاهر متعددة لا أول لها ولا آخر ولا حد لها ولا منتهى ولقد كان من رحمته عز وجل أن أنزل لهم كتب ورسالات سماوية تنير لهم سبل السعادة في الدنيا والفوز والنجاة في الآخرة وتقودهم إلى الهداية والرشد والرشاد وتنظم لهم حركتهم في رحلة الحياة وأرسل سبحانه وتعالى رسل وأنبياء يبلغون رسالات ربهم للناس ويرشدونهم إلى طريق الخير والصلاح ثم أنه من رحمته تعالى أن ختمهم بنبي الرحمة ورسول الهدى الإنسان الجامع لكل معاني الإنسانية بكل ما فيها من قيم إنسانية نبيلة ومكارم وفضائل ومحاسن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وجعله سبحانه عين الرحمة الإلهية لجميع الخلق وليس لأمته فقط حيث يقول تعالى.

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين..ومن مظاهر رحمته عز وجل أنه يحلم على العبد المسئ ولا يعاجله بالعقوبة وأنه تعالي فتح باب التوبة والمغفرة والرحمة وأنه تعالي يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل وإذا ناداه العبد الطائع وقال..يارب..قال له.سبحانه .لبيك عبدي..مرة واحدة .وإذا ناداه العبد العاصي وقال..يارب .قال له سبحانه ..لبيك.لبيك.لبيك عبدي ثلاث مرات..ومن رحمته وعظيم فضله أنه يبدل سيئات العصاة التائبين حسنات..

حيث يقول سبحانه..آلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات إن الله غفورا رحيما..ومن رحمته سبحانه أنه إذ هم عبد بحسنة ولم يفعلها كتبت له حسنة وإن فعلها كتبت له بعشر حسنات.وإذا هم عبد بسيئة ولم يفعلها كتبت له حسنة وإن فعلها كتبت عليه سيئة أو أن يعفوا سبحانه و تعالى عنها..ومن مظاهر رحمته عز وجل بالمؤمنين العصاة أنه قال..إن جاءني عبدي يوم القيامة بذنوب ما بين السماء والأرض وهي لا يشرك بي أحدا آتيته قرابها أي ما يعادلها ويوازيها مغفرة.. ومن مظاهر رحمته تعالى أن جعل صاحب اليمين الملك الذي يكتب الحسنات فوق صاحب الشمال الملك الذي يكتب السيئات وأميرا عليه فإذا وقع العبد في سيئة وأراد ملك السيئات أن يكتبها يقول له ملك اليمين إنتظر ولا تكتبها عله يستغفر ويتوب ..

هذا ومن مظاهر رحمته عز وجل أنه يرزق الكافر الذي كفر به سبحانه وأنكر وجوده سبحانه ..ومن مظاهر رحمته عز وجل أن وضع الرحمة والشفقة والرأفة والعطف في قلوب عباده الصالحين تجاه عباده الفقراء والمساكين والمحتاجين ..ومن رحمته سبحانه أنه ألف بين قلوب عباده الصالحين وأودع فيها المحبة ..ومن مظاهر رحمته تعالى أن أودع في قلوب الأمهات والآباء الرحمة والشفقة والرأفة والعاطفة والحنان تجاه الأبناء..

هذا وكما ذكرنا أن رحمة الله تعالى لا أول لها ولا آخر هذا بالنسبة لإسم الرحمن وهو يحمل صفات الرحمة الإلهية لعامة الخلق أما بالنسبة لإسمه تعالى الرحيم فهو إسم يشير إلى رحمة الله تعالى الخاصة بعباده المؤمنين..فالرحمة عامة والرحيمية خاصة ..هذا وفي آية البسملة وأسرارها .

يقول الإمام علي إبن أبي طالب كرم الله وجهه..أن الله تعالى جمع آيات القرآن في فاتحة الكتاب وجمع الفاتحة في آية البسملة وجمع آية البسملة في كلمة بسم وجعل الباء فيها موضع أسرار كتابه عز وجل ..وإلى لقاء آخر آن شاء الله تعالى..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى