مقالات كبار الكتاب

عودة الطالب والمدرس للمدرسة أولاً

سطور جريئة

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

بصرف النظر عما قرره مجلس الشيوخ فى رفضه للقانون الذى تقدم به د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم الذى يجعل الثانوية العامة ثـلاث سنوات تراكمية وليست سنة واحـدة كما هى الآن، ومع أننى أتفق تماما مـع أسـبـاب رفـض مجلس الـشـورى لمشروع الـقـانـون نـظـرا لأنـه سيزيد عـبء الثانوية العامة وعبء الدروس الخصوصية المرتبطة بها على الطلاب وعلى الأسرة المصرية ، وبدلا من إنفاق مايقرب من٣٠ مليار جنيه سنويا عليها الآن سيتضاعف هذا الرقم إلى ثلاثة أضعاف وتتحول الثانوية العامة إلى خراب بيوت، ومع استمرار الدروس الخصوصية بهذه الصورة ستفقدعملية تطويرالتعليم معناها خاصة أننا كناقد جربنا قبل ذلك أن تكون الثانوية العامة عام ينوقت أن كان د.حسين كامل بهاء الدين رحمة الله عليه وزيرالتعليم وفشلت هذه التجربة فشلا زريعا،وعليه قرر مجلس الشعب فى ذلك الوقت إلغاءها، ولم يعد متقبلا من المجتمع العودة وبشكل أشد قسوة لتجربة فاشلة ،وبدلا من أن تكون عامين جعلها د.شـوقـى ثلاثة أعــوام فـى مشروعه المرفوض من قبل مجلس الشورى.

وأنا من جانبى أؤكد أن أى تعديل فى قانون الثانوية العامة لا يعمل على عودة الطالب والمدرس إلى المدرسة مرة أخرى بعد أنه جرها الطرفان إلى الدروس الخصوصية،وأصبحت المـدارس الثانوية خاوية على عروشها منذ الأسبوع الأول من الدراسة، ومن هناك اختفى دور المدرس فى التربية،والتوجيه،والإرشاد، والتثقيف، والتعليم أيضا بعد أن أصبحا كلا الطرفين يلهثان وراء الدروس الخصوصية الـتـى تــدرب الـطـلاب فـقـط عـلـى الإجـابـة عن أسئلة الامتحانات فى شكل «كبسولة» فقط ،وعلى حصد درجات فلكية لاتعبر عن استيعاب الطالب للمقرر على الإطلاق.

ولهذا فإننى أؤكد أن أى تطوير للعملية التعليمية لابد أن يهتم فى المقام الأول على عودة الطالب والمدرس للمدرسة،وبعدها يمكن أن نفكرفيما يسمى بالمجموع التراكمى هذا خاصة إذا لجأنا إلى تطبيق نظام الساعات المعتمدة مثلما هـو مـوجـود فـى الشهادات الأجنبية (الآى جى أو الأمريكان دبلوما).

كــمــا أنــصــح وزيــــرا الـتـعـلـيـم أن يـكـون تواصلهما مـع بعض أكـثـر مـن ذلـك حتى يكون هناك تكامل بين ما يتم من تطوير فى مراحل التعليم العام،وما يتم فى التعليم الجامعى،وأبلغ مثال على ذلك هو أن وزارة التربية والتعليم ركزت فى الثانوية العامة على تدريب الطلاب على التابلت والتعليم الإلكترونى،وأصبح عندنا لأول مرة هذا العام ثانوية عامة إلكترونية لكن يبقى السؤال: وماذا بعد الثانوية العامة عندما سيلتحق الطالب بأى من كليات الجامعة خاصة أنه سيعود إلـى الكتاب المطبوع والامتحانات الورقية؟وأين ستكون الاستفادة وقتها التى تعلمها الطالب طوال السنوات الثلاث فى الثانوى العام بعدما يلتحق بالجامعة ويعود إلى المقررات الورقية والكتب والامتحانات الورقية ً أيضا؟ إذا كان لدى أى من الوزرين إجابة على ذلك فأهلا بها.

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى