مقالات كبار الكتاب

فرصة العمر للجامعات “2”

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

عندما كتبت هنا منذ أسابيع قليلة عن المشروع القومى غير المسبوق الذى أطـلـقـه الـرئـيـس عـبـد الـفـتـاح السيسى وتـقـوم بتنفيذه الـدولـة حاليا لتطوير الريف المصرى والذى يبدأ بـ 1500 قرية وتـوابـعـهـا لـيـشـمـل كــل شــئ فـيـهـا أكــدت أن هــذا المــشــروع سـيـكـون فـرصـة العمر للجامعات لكى ترتبط بالبيئة بشكل حـقـيـقـى وفــاعــل خــاصــة أن هــذا جـزء أصـيـل مـن مهامها بـدلـيـل وجــود نائب فــى كــل جـامـعـة لـشـئـون الـبـيـئـة ووكـيـل فـى كـل كلية يحمل نفس هـذه الصفة ، وأن تبادر كل جامعة لتضع يدها فى يـد الـدولـة للمساهمة فـى إنجــاح هـذا المــشــروع عـلـى أرض الــواقــع بـعـيـدا عن الدراسات النظرية.

إلا أنــنــى فــوجــئــت بــبــعــض رؤســـاء الجـامـعـات يـرسـلـون لـى مـؤكـديـن أنهم يـقـومـون بعمل قـوافـل علاجية ورعـايـة بيطرية وقوافل لمحو الأمية.

وهـنـا أقــول للجميع إنـنـى لـم أقصد هذا على الإطلاق لأننى متابع لكل هذه الأنشطة الوقتية لهذه الجامعات كلها والـتـى تنتهى لـلأسـف خــلال يـومـين أو ثلاثة وتعود هـذه القوافل إلـى أدراجها مرة أخرى.. ومتابع لجهود محو الأمية الشكلية لهذه الجامعات لمجرد تستيف الأوراق، وتكون النتيجة للأسف “صفر ” وإلا ماكانت الأمية قد استمرت عندنا حتى الآن وبهذه النسبة المرعبة .

وأنـــا لــم أســمــع مــن قـبـل أيـــن كـانـت الجــامــعــات مــن مــشــروع تـبـطـين الـتـرع الـــذى يـتـم الآن وبـشـكـل غـيـر مـسـبـوق أيضا؟وأين كانت الجامعات من مشكلة الـزيـادة السكانية الرهيبة والبحث عن حـلـول لها ؟ وأيــن كـان دورهــا التوعوى عـلـى المــســتــوى الــقــومــى لمــواجــهــة هـذه الزيادة العشوائية، ولهذا سعدت عندما قـرر المجلس الأعلى للجامعات مؤخرا تـدريـس مـقـرر وجـوبـى عـلـى كـل طـلاب الجـامـعـات بــدءا مـن الـعـام الــقــادم عن حـجـم وخــطــورة هــذه المـشـكـلـة، وتغيير المفاهيم الخاطئة بشأنها لدى البسطاء وغـيـر المـلـمـين بمـفـاهـيـم الــديــن بشكل صحيح فـى قضية زيــادة الـنـسـل..

ومن هـنـا أقـــول وبـشـكـل مــحــدد وواضـــح لو نجحت الجامعات بالإضافة إلى تدريس هــذه المــادة أن تنظم دورات مـحـو أمية حقيقية يتحمل فيها كـل طالب محو أمية عدد معين من الأميين الحقيقيين فـى قريته أو مقر إقـامـتـه، ويـكـون هذا هــو شـــرط تــخــرجــه وقــتــهــا سـتـخـتـفـى عندما الأمية خلال سنوات قليلة..

أما إذا استمرت بعد ذلـك فهذا يعنى أننا مـازلـنـا نـطـبـق الـفـكـرة بـشـكـل مظهرى وعلى الـورق فقط، دون أن يكون له أى مردود ملموس.. ولو نجحت الجامعات فى محو أمية جميع المواطنين الأميين مــن خــلال طـلابـهـا ســوف يـسـجـل لهم الـتـاريـخ ذلـك بـشـرط أن يتم تنفيذها بجدية وباستدامة حقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى