تقارير

تأملات

بقلم الكاتب الأسلامي رمضان البيه

عندما تنظر إلى مظاهر عوالم الخلق والكائنات من سموات وما فيهن من كواكب ونجوم ومجرات وأفلاك وأملاك وشمس وقمر وأراضين وما أظهره سبحانه وأبطنه وأقامه وأجراه فيها من حب وحيوان ومعدن ونبات وجماد وبحار وأنهار ومحيطات وما أوجده الحق فيها وتتأملها وتمعن النظر فيما أودع فيها الخالق الأعظم جل جلاله من إبداع في الخلق تدرك جمال عظيم الإبداع الإلهي المطلق ومدى طلاقة القدرة المعجزة وترى الإعجاز الإلهي في الإشكال والصور والرسوم والهيئات،واللغات والألسن والألوان والحركات وتجدك بقلبك ولسانك وروحك وحسك وجوارحك وملكاتك وخلجاتك وذرات تكوينك وكللك تقول بلسان القلب والرأس،،

سبحان الله البديع المبدع،سبحان الله القادر القوي المهين،سبحان الحي القيوم قيوم السموات والأراضين ،سبحان رب العرش العظيم الذي أبدع وأتقن كل شئ خلقه،هذا ومع كل ما رأيناه ونراه ونشاهده فما خفاه الله عنا أعظم ،ومعلوم أن المخلوقات والكائنات كلها جاءت ووجدت من أثر تجليه عزوجل بنور إسمه تعالى الظاهر فبنور هذا الإسم ظهرت كل العوالم والكائنات،،

ومعلوم أيضا أن لله تعالى تجلي بنور إسمه تعالى الباطن وهو التجلي الخفي عنا وأعتقد أن سر إخفاءه عنا لأن العقول والأبصار لا تقوي ولاتتحمل رؤيته ونحن على هيئتنا وصورتنا البشرية التي نحن عليها الآن في عالم الدنيا ولذا غيبه الحق عنا رحمة به منا،،

وآثار هذا التجلي أي تجليه سبحانه بنور إسمه الباطن أحدث وما زال يحدث خلقا سماها الله بالآيات الكبرى ولم يحظي أحد من الخلق برؤيتها إلا نبينا الكريم ورسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج ولا شك أن الله تعالى قد أعده مسبقا لهذا،ولقد أشار الله تعالى بقوله،،

سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا الكبرى إنه هو السميع البصير ،،هذا ولقد لفت الحق سبحانه عباده إلى الآيات الكونية ودعاهم إلى النظر والإمعان والتفكر والتدبر والتأمل فيها حتى تكون سببا للإيمان به عزوجل والهداية إلى وحدانيته وتوحيده،من تللك الآيات قوله جل وعلا،،

إن في خلق السموات والأرض وإختلاف الليل والنهار لآيات لألوا الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرص ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار،،وغيرها من الآيات القرآنية الكثير والكثير،وكل هذه الاشارات التي أشار الله تعالى إلىها وأمرنا أن نمعن النظر فيها الحكمة من ذلك كما ذكرت الهداية إلى رب الآيات ومبدعها وخالقها للإيمان به سبحانه وتوحيده وهذه المخاطبات للعامة من الناس ،أما أهل محبة الله والذين أشرق على قلوبهم سبحانه بأنوار هدايته ومعرفته لهم حال خاص في هذه القضية والمسألة وفي كل ما يتعلق بالدلالات على وجوده تبارك في علاه لهم حال مختلف عن أحوال سائر البشر دونهم أشار إليه وعبر عنه ولي الله العارف بالله إبن عطاء الله السكندري في الحكم العطائية بقوله،،

إلهي أمرتنا بالرجوع إلى الآثار الدالة عليك لنهتدي بها اليك،،سبحانك،،متي غبت حتى يستدل عليك،،ومتى بعدت حتى تكن الآثار هي التي تقرب إليك،،وفي الختام نشهد أنه لا إله إلا أنت سبحانك ونشهد لك بالوحدانبة ونخضع لربوبيتك ونسجد لعظمتك ونؤمن بأنك واحد أحد فرد صمد لا ند لك ولا ضد لك،ولا شبيه لك ولاشريك لك ولا أين بعينه لك فأنت في كل أين وأنت سبحانك الذي لا يشار إليك بأين وأنت سبحانك فوق كل فوق ومهين ومحيط بتحتية التحت وأنت تبارك في علاك لا فوق ولا تحت،، ورحم الله سيدنا الإمام علي باب مدينة النبي إذا قال،،،رأيت ربي بعين قلبي،،فقلت لا شك أنت إنت ،،

إنت الذي حزت كل أين بحيث لا أين ثم أنت ،، فليس للأين منك أين فيعلم الأين أين إنت وليس للوهم فيك وهم فيعلم الوهم كيف أنت،،أحطت بكل شء علما وكل شئ أراه أنت،،وفي فنائي فنى فنائي،،وفي فنائي رأيت أنت،،،الله،،هو االأول والآخر وهو الظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم،،

سبحانه وتعالى،ليس كمثله شئ وهو السميع البصير،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى